📍بقلم د. شريفة العبودي |

حدثني والدي
الرحالة
محمد بن ناصر العبودي رحمه الله
قال:
امرأة اسمها منيرة أملت وصيتها في حدود عام ١٢٨٢هـ على أخيها - لأن لها ابنة واحدة -
ببيع حليها ووقف الثلث يشترى به مخزن (دكّان بلغة ذاك اليوم)
يكون وقفاً تُشترى بأجرته أضحية يوزع منها صدقات على المحتاجين.
بِيع حليّها وحُصِرت ترِكَتها واشتري بالثلث دكان بـ 12 ريالاً
كما أوصت، تتابع نُظار الوقف بتنفيذ الوصية، توزيع الأضاحي على محتاجيها.
وبعد 120 عامًا على وفاتها تقريبًا 1405ه‍ تضاعف كراء الدكان (وليس ثمنه)
حتى أصبح يؤجر سنويًا بـ ١٥ ألف ريال سنويًا، تكفي لشراء خمسين أضحية بدلاً من واحدة..!
عند توسعة جامع بريدة على يد الملك فهد 1411 تقريبًا دخل الدكان في توسعة جامع بريدة الكبير
ودفعت فيه الدولة تثمينًا له حوالي 500,000 ريال.
اشترى ناظر الوقف وقتها بالثمن عمارة كاملة من 4 دكاكين و3 شقق تؤجر بريع سنوي يبلغ 45,000 ريال،
تصرف على الأضاحي وللصدقات والمساعدات لعقب ورثة منيرة رحمها الله وغيرهم.

واليوم 1444ه‍ بعد مرور 160 عامًا تقريبًا لا يزال وقفها قائمًا يزداد أصله ولا يتناقص
وأجرته صدقة جارية لها ولعَقِبها ممن احتسب أجر نظارته وصيانته،
لعل أسباب ذلك يعود لعظم نيتها، واحتساب نظاره، ودعوات المحتاجين...
فتخيل أنك بقبرك 160 عامًا وصدقاتك ما زالت تتضاعف وأجرك يتنامى...
رحمها الله وكل ساع للخير ناشر له...
آمين