كلمة كايزن هي جمع لكلمتين يابانيتين هما Kai والتي تعني التغيير و Zen الجيد أو الأفضل.

نسعى دائمًا إلى تحقيق التطور، لكن التطور لايتم بين ليلة وضحاها ولا يكون عشوائيًّا أو دون بدل مجهود، بل الأكثر من ذلك؛ يدعو المتخصصون إلى البحث عن تحقيق التطور البسيط المستمر بدل تحقيق التطور الآني الكبير،



من خلال هذا الموضوع، سنتعرف على طريقة Kaizen وهي أشهر طرق التطور المستمر وكيفية استغلالها من أجل تحسين النفس والآداء على المدى الطويل وبطريقة بسيطة دون مجهود كبير.



ماهي طريقة كايزن Kaizen ؟

الضربات الصغيرة المتكررة تُسْقِط السنديانة الكبيرة. – بنجامين فرانكلين

ظهرت هذه الطريقة في البداية على يد المنظرين الأمريكيين، ليتبناها اليابانيون بعد ذلك كفكرةٍ لخلق التحسين والرفع من جودة إنتاجية المصانع والشركات.


يترجم المعنى الكلي للكلمتين بالتغيير الأفضل أو التحسين/التطوير المستمر.


تقضي هذه الطريقة إلى الحث على القيام بتحسينات بسيطة لكن بصفة مستمرة،
فمثلًا، بدل إضافة ساعة كاملة لعمل الموظفين،


يمكن إضافة خمس دقائق كل يوم، وبدل الرفع من الإنتاجية ب50.000 وحدة، يمكن الاقتصار على إضافة إنتاجية 5 وحدات بالنسبة لكل موظف يوميًّا إلى حين الوصول إلى الهدف المطلوب…





كانت تستخدم النظريه في المجال الاقتصادية .. إلا أنه في الآونة الأخيرة بات يستخدم في تحسين شخصية الأفراد الخاصة ومساعدتهم على التطوير وتحقيق الأفضل.

تحسين وتطوير بنسبة 1% كل يوم…
في كتابهما
“فن الرجولة / Art Of Manliness” يقول الكاتبان برات مكاي وكات مكاي :

“بدلاً من محاولة إجراء تغييرات جذرية في وقت قصير، فقط قم بإجراء تحسينات صغيرة كل يوم، ستؤدي تدريجيًّا إلى التعديل المطلوب.
كل يوم، ركز على القيام بكل ما تريد تحسينه بطريقة أفضل بنسبة 1%.
هذا كل شيئ.
فقط 1%.


من هنا، يمكن القول أن حياتك بحاجة لتطوير بسيط لايتطلب مجهودًا أو ضغطًا كبيرين، فقط قرار يتم اتخاده، صبر يتم التحلي به، واستمرارية يتم ضمانها.





كيف تطبق طريقة Kaizen ؟

إن البساطة التي تقدمها هذه الطريقة، ونظرًا للنسبة البسيطة التي تتمثل فقط في 1% يقضي بأن خطوات تطبيقها هي الأخرى ليست صعبة أو معقدة.

فتحقيق التطور لن يتطلب منك الكثير، فقط الخطوات التالية:


حدد مشاكلك وما تحتاجه

أول خطوة يجب القيام بها هي معرفة مكامن الخلل أو النقاط التي ترى أنها تستحق التطوير أو التحسين.
لفعل ذلك، يمكنك أن تبدأ أولًا بشخصيتك الفعلية وتخط في ورقةٍ أمامك مجموع العادات التي تريد تجاوزها أو التي تريد تحسينها،،،

ثم بعد ذلك انتقل للشخصية المثالية التي تريد أن تصل اليها؛ حدد العادات التي تريد اكتسابها، المهارات التي تريد تعلمها… اكتب كل شيء وأي شيء، مهما بدى لك بسيطًا أو صعبًا.



اشحن إرادتك

بعد تحديدك للشخصية المثالية التي تريد أن تصبحها ومجموع ما تريد تجاوزه أو اكتسابه، ابدأ بشحن إرادتك وعزيمتك، فما ستقوم به بسيط لن يؤثر على حياتك



لا للنظري، نعم للتطبيق

يجب أن تعلم هنا أنه مثلًا تعلم شيء قد يستغرق منك الكثير وقد لا يكلف غيرك شيئًا أو قد ترى مهارة ما سهلة الاكتساب بينما غيرك يعاني من فقدانها وإن اتبعتما نفس الطريقة لاعتيادها…
ما أقصده هنا أنه يجب عليك انتقاء ما يناسبك أنت ولا تبني حياتك وتطورك على تجارب الآخرين أو اقتراحاتهم، فإن اتبعت نصيحة أحدهم ولم تنجح فستعود خطوة للوراء لا محاله.



قطع صغيرة…

بعد أن حددت في البداية ما تريد اكتسابه وتحسينه أو تفاديه وتجنبه، حاول أن تقسم أهدافك إلى مجموعة من الأهداف البسيطة أو المستويات حسب الأيام القادمة على أن يكون هناك تقارب شبه كامل بين المستوى والآخر، بشكلٍ يسهل المرور والقيام بالثاني دون عناء.



الأمر قد يستغر منك أشهر لاكتساب مهارة ما أو الإقلاع عن عادة سيئة، لابأس، مادام الأمر ليس متعبًا ويتم بصورة تلقائية دون أي مجهود ذهني أو بدني.


أيضًا، وخلال قيامك بهدف فرعي مثلًا ووجدته صعبًا عد 1% للوراء، لاتنزعج ولاتحزن، فالاستمرارية هي المفتاح وليس التطور نفسه.



:::::::