هوارد ماركس Howard Marks أحد مؤسسي أوكتري الأمريكية Oaktree لإدارة الأموال يكتب من فترة لأخرى مقالات مطولة منذ أكثر من 30 عاما كرسالة للمستثمرين selling out /Howard Marks /letter، في كل مرة يختار زاوية مهمة عن كل ما يدور في عالم الاستثمار بطريقة مفصلة ومبسطة، وأحيانا على شكل حوارات مع ***ه أندرو، الذي يعمل في المجال نفسه. المقال الأخير تحدث عن "البيع" في سوق الأوراق المالية، خاصة الأسهم. يبدأ بذكر مفهوم عام، يقول: إن الاستثمار يدور حول مقولة: عليك الشراء بأسعار منخفضة والبيع بسعر عال، مقولة من البساطة أنها مقبولة على نطاق واسع دون قاعدة منطقية، لكن الأهم أن هناك نزعة لدى كثيرين ببيع كل استثمار رابح، والانتظار على كل استثمار خاسر، وأحيانا إعادة تصنيفه ذهنيا لدى المشتري من تجارة إلى استثمار.
يقول: غالبا هناك سببان رئيسان للبيع، لماذا يبيع الناس استثماراتهم؟ إما لأنها ارتفعت أو انخفضت، فهم الحالة يقود للتبحر في التصرفات البشرية لأن أغلب ما يقود الإنسان في قراراته يدور حول سيكولوجيته. كثير من البيع يحدث لأن المستثمر يريد جني المكاسب قبل أن تختفي، أغلب الناس تصرف كثيرا من الوقت والجهد لتفادي المشاعر المزعجة، مثل الأسف والخجل. ليس هناك أقوى تأثيرا من تحقيق المكسب ثم اختفائها بسبب عدم البيع، بينما لو باع وسجل مكسبا، فهذا يبقى في السجل المحاسبي. لكن هذا ليس سببا كافيا للبيع، فالأساسيات والتقييم والفرصة البديلة ومعقولية التسعير اعتبارات لا بد من دراستها قبل قرار البيع. لا يقول إنه لا يمكن بيع أي أصل استثماري وتحقيق ربح، لكن البيع بمجرد الارتفاع ليس أفضل طريقة استثماريا. يقول من الخطأ اعتبار المكاسب المحققة أقل إمكانية من أرباح مستمرة، بيع الاستثمار وإعادة استثماره مع الأرباح يضعك في مواجهة تحليل مخاطر جديدة.
ليس أسوأ من تحقيق مكسب إلا بيع استثمار لأن سعره انخفض، إذ الأغلبية عادة أسرع في التخلص من استثمار بدأ يخسر، فكلما انخفض السعر زاد الضغط للبيع. بيع الاستثمار لأن السعر انخفض يعطي مستثمرا آخر فرصة. كذلك البعض يحفزه للبيع الاعتقاد بأن الأسعار ستنزل، أي سيطرة هوس القدرة على توقيت السوق، لكن قليل جدا من لديه القدرة على توقيت الأسواق. بينما الصبر حتى في حصول ذروة يفيد المستثمر، إذ غالبا كل ذروة تتبعها ذروة أخرى، إذ ما يهم هو الأداء في المدى البعيد. من أفضل التعريفات للاستثمار ما وصفه سيدني كوتل، بأنه: السعي للاختيار النسبي. فكل بيع يقود إلى عدة أسئلة في التقييم النسبي والفرصة البديلة. بماذا ستوظف العوائد الجديدة؟ هل هناك بديل واضح وواعد؟ هل هو أفضل مما تم بيعه؟ كم الخسارة أو المكاسب المحتملة من عدم البيع؟ أو ربما تقرر البيع وعدم الشراء والحفاظ بالنقد، لكن هل هذا الخيار الأنسب في ظل المقارنة بين النقد والمكسب أو الخسارة المحتملة؟ لا يمكن لقرار البيع أن يكون معزولا عن بقية الأهداف والقرارات. إذا من الأفضل ألا تبيع والأسعار عالية، وكذلك والأسعار منخفضة، هل هناك وقت مناسب للبيع؟ يقول نعم، هناك بالتأكيد، لكن ليست لها علاقة بالخوف أو الأسف أو الخجل مقارنة بالأخرى. فرص البيع يجب أن تعتمد على مستقبل الاستثمار التي يجب أن تمر من بوابة التحليل والانضباط. من يجد في هذا العمود فائدة يستطيع الرجوع إلى سلسلة سبق أن نشرتها عن كتاب مهم حول نفسية المستثمر في عشرة مقالات، تحت عنوان: علم نفس المال.
مواقع النشر (المفضلة)