يحذر العلماء من أن العالم قد يتجه نحو نقص الرمال، وهي قضية عالمية من المتوقع أن تتفاقم بسبب تصنيع وتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19".
وتعد الرمال واحدة من أهم السلع في العالم لأنها المادة الخام الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء ومكون أساسي في حياتنا اليومية، ولكنها الأقل تقديرًا.
وتعتبر الرمال هي المادة الأساسية المستخدمة في بناء الطرق والجسور والقطارات عالية السرعة، ويتم صهر الرمال والحصى والصخور لتصنيع الزجاج المستخدم في كل نافذة وشاشة حاسوب أو جوال ذكي، وحتى إنتاج رقائق السيليكون يستخدم الرمال.
وبالطبع يمكن العثور على الرمال في كل بلد على وجه الأرض تقريبًا، ولكن هذا لا يعني أن كل الرمال مفيدة، فحبيبات رمل الصحراء التي تآكلت بفعل الرياح تكون ناعمة للغاية ومستديرة بحيث لا يمكن استخدامها لأغراض البناء.
ولكن الرمال المطلوبة بشدة عادة ما يتم الحصول عليها واستخراجها من قاع البحار والسواحل والأنهار حول العالم.
العالم يواجه نقصًا
- يواجه العالم نقصًا في الرمال، ويقول علماء المناخ إن ذلك يشكل أحد أكبر تحديات الاستدامة في القرن الحادي والعشرين.- وذكر "باسكال بيدوزي" عالم المناخ في برنامج الأمم المتحدة للبيئة خلال ندوة عبر الإنترنت استضافها مركز الأبحاث "تشاتام هاويس" Chatham House: نعتقد فقط بأن الرمال متوافرة في كل مكان، ولم نعتقد أبدًا بأنها ستنفد، ولكن بدأ ذلك في بعض الأماكن.- وأضاف قائلا: يتعلق الأمر بتوقع ما يمكن أن يحدث في العقد المقبل أو نحو ذلك لأننا إذا لم نتطلع إلى الأمام، وإذا لم نتوقع، فسوف نواجه مشكلات هائلة ليس فقط بشأن إمدادات الرمال، ولكن أيضًا بشأن تخطيط الأراضي.- ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يتم استخدام ما يقرب من 40 إلى 50 مليار طن متري من الرمل سنويًا في صناعة البناء وحدها، بما يشكل زيادة 300% عما كانت عليه قبل 20 عامًا مضت.طفرة بناء تغذيها الرمال
- يصعب مراقبة استخدام الرمال على مستوى العالم بدقة، ولكن يرى "بيدوزي" أنه يمكن قياسه بشكل غير مباشر، مشيرًا إلى الارتباط القوي بين استخدام الرمال والإسمنت.
- وتقدر الأمم المتحدة أنه يتم إنتاج 4.1 مليار طن من الإسمنت كل عام، ويزيد الاستخدام العالمي للرمل والحصى بحوالي عشر مرات عن استخدام الإسمنت.- وهو ما يعني أنه بالنسبة للبناء فقط، يستهلك العالم ما يقرب من 40 إلى 50 مليار طن من الرمال سنويًا.- وتضاعف المعدل العالمي لاستخدام الرمال ثلاث مرات على مدى العقدين الماضيين، وهو ما يعود جزئيًا إلى زيادة التوسع الحضري.- كما أن المعدل العالمي لاستخدام الرمال يتجاوز كثيرًا المعدل الطبيعي الذي يتم فيه تجديد الرمال، عن طريق تجوية الصخور بفعل الرياح والمياه.
لا بد من التغيير
- قالت "لويز غالاغر" مديرة الإدارة البيئية لدى مبادرة مرصد الرمال العالمية التابعة للأمم المتحدة: إن القضايا المتعلقة بالرمال أصبحت مشكلة منتشرة ومعقدة يتعين حلها.
- تتصدر الصين والهند قائمة المناطق التي يؤثر فيها استخراج الرمال على الأنهار والبحيرات والسواحل ويرجع ذلك إلى حد كبير لارتفاع الطلب على البنية التحتية والإنشاءات.
- وأشارت "غالاغر" إلى أن الرمال ينظر إليها على أنها رخيصة ومتاحة وغير محدودة، ويرجع ذلك جزئيًا لأن التكاليف البيئية والاجتماعية لا يتم تسعيرها إلى حد كبير.
- وحددت خمس أولويات لإدارة موارد الرمال على مدى العامين المقبلين بما يشمل التعاون بشأن المعايير العالمية عبر جميع القطاعات، والبدائل الفعالة من حيث التكلفة والمجدية لرمال الأنهار والبحار.
- كما أن هناك دعوات للشركات والحكومات لمعالجة النقص في الرمال، ووضع معايير عالمية وبدائل قابلة للتطبيق، وبدأ الباحثون أيضًا البحث عن بدائل الرمال.
المصدر: سي إن بي سي – دايلي ميل
مواقع النشر (المفضلة)