توصلت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا مؤخراً إلى اتفاق لمعالجة الخلافات الناشئة منذ فترة طويلة، بسبب خط أنابيب "نورد ستريم 2"، وهو خط أنابيب غاز يربط بين روسيا وأوروبا، وأثار خلافاً بين واشنطن وبرلين خلال المراحل النهائية من بناء المشروع.
وقد أثار هذا المشروع مخاوف من أن يتم استخدامه كسلاح جيوسياسي، وأعرب المعارضون بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا وأوكرانيا، عن قلقهم من أن يعطي هذا المشروع نفوذاً كبيراً لروسيا في أوروبا.
ويتضمن الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا اتفاقية للاستثمار في الطاقة الخضراء في أوكرانيا، كما يهدد الاتفاق بفرض عقوبات على روسيا في حال استخدامها خط الغاز كسلاح ضد أوكرانيا.
ما خط "نورد ستريم 2"؟ وما أهميته؟
- هو عبارة عن خط غاز طبيعي يمتد على مسافة 1230 كيلومترا، من حقول الغاز الروسية وحتى الساحل الألماني، لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، وتبلغ تكلفة المشروع 11 مليار دولار.
- سوف يضاعف "نورد ستريم 2" الطاقة الاستيعابية لمشروع "نورد ستريم" الأصلي، والذي استُكمل بناؤه عام 2011، ويعمل بالتوازي مع المشروع الجديد. وسيقوم "نورد ستريم 2" بتوريد الغاز إلى ألمانيا، والتي تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز والنفط.
- هذا الخط الجديد مملوك بالكامل لشركة الطاقة الروسية "غازبروم"، والتي تمتلك الحكومة الروسية فيها حصة الأغلبية. وتمتلك "غازبروم" أيضاً 51% من خط أنابيب "نورد ستريم" الأصلي، وتدفع مجموعة من شركات الطاقة الأوروبية، بما في ذلك شركة "شل" و"وينترشال" نصف تكاليف بناء "نورد ستريم 2".
لماذا تسبب هذا الخط في إثارة الجدل والخلاف؟
- في حين ترى روسيا وألمانيا خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" صفقة تجارية رائعة، لتوفير طاقة أرخص وأنظف، إلا أن هذا المشروع أثار حفيظة العديد من المعارضين له. فقادة الولايات المتحدة الأمريكية يخشون أن يمنح هذا المشروع سلطة كبيرة لروسيا على إمدادات الغاز لأوروبا، مما يمنح الرئيس الروسي سلطة جيوسياسية في ظل وضع سياسي غير مستقر. أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مخاوفه من أن تصبح أوروبا معتمدة بشكل مفرط على إمدادات الطاقة الروسية.
كما عارضت أوكرانيا هذا المشروع بشدة، فطالما كانت دولة وسيطة في مجال الطاقة، إذ تقوم الشركات الروسية بنقل الكثير من إمدادات الغاز لأوروبا عبر الأراضي الأوكرانية. تحصل الدولة على رسوم مقابل ذلك، ويعتقد البعض أن روسيا بمشروعها الجديد "نورد ستريم 2"، تستهدف إضعاف أوكرانيا وعزلها.
- فرضت الولايات المتحدة الأمريكية فيما سبق عقوبات على الكيانات والسفن المرتبطة بخط "نورد ستريم 2". ورغم ذلك تراجعت إدارة بايدن عن تلك العقوبات في شهر مايو، وقد أثار اتفاق بايدن مع ألمانيا الذي يسمح بالمضي قدماً في المشروع حفيظة العديد من المشرعين الأمريكيين.
المصدر: واشنطن بوست
مواقع النشر (المفضلة)