يقول الله سبحانه في محكم كتابه العزيز ' أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ '،
وفي الحديث الشريف: حديث عمر -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً))([1])، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
((تغدو خماصاً))، بمعنى: أنها تخرج في أول النهار، خماصاً أي: أنها ضامرة البطون، ليس في بطونها شيء، تخرج في حال من الجوع، ثم تروح يعني: ترجع في آخر النهار إلى أوكارها، تروح بطاناً أي: ممتلئة البطون.
الله سبحانه جعل في هذا المخلوق الجميل أسرارا وغرائب عجيبة أشكلت على كثير من الباحثين والمختصين في علم هذا الكائن الصغير حل لغزها
الى الآن لم يستطع الخبراء والعلماء الإجابة على عدة أسئلة متعلقة بأسباب هجرة الطيور رغم محاولاتهم الجادة
والمستمرة إلى الآن لمعرفة تلك الأسباب ومن تلك الأسئلة على سبيل المثال:
كيف تعرف الطيور حلول وقت الهجرة؟
ولماذا تهاجر الطيور؟
والى أين تذهب؟
وكيف تستدل على طريقها؟
فالهجرة عند الطيور هي أمر فطري وهبه الله عز وجل لها لتحافظ على فصائلها بطريقة دقيقة ومنتظمة، فهناك عدة دراسات أجريت عن هجرة الطيور ولم تلخص إلى نتائج حاسمة وأكيدة ،
أسباب هجرة الطيور
الابتعاد عن المناطق شديدة البرودة، أو شديدة الحرارة، والهجرة للأماكن معتدلة الأجواء، فيكون الجو في فصل الربيع والصيف معتدلاً ومناسباً للبقاء في المناطق الشماليّة، وفي الخريف والشتاء من المناطق الجنوبيّة.
البحث عن الطعام الملائم، هو من الأسباب الرئيسيّة التي تهاجر الطيور لأجلها، فهي تقصد المناطق الجنوبيّة بحثاً عن الحبوب والثمار والأعشاب والحشرات المختلفة التي تتغذّى عليها.
هناك العديد من الطيور التي تتغذى على الأسماك، لذلك تهاجر متّجهة للأماكن التي تكثر فيها البحار والأنهار والمحيطات.
تهاجر الطيور بحثاً عن الأمان والاستقرار، وخوفاً من الحيوانات العدائيّة المفترسة.
هناك العديد من المناطق التي تكون فترة النهار فيها قصيرة جداً تصل لأربع ساعات فقط، وهذا الأمر يعيق حركة الطيور وتنقّلها، وعمليّة بحثها عن الطعام، لذلك تفضل الهجرة للمناطق الشماليّة خصوصاً في فصل الربيع.
تهاجر الطيور للأماكن الدّافئة، لكي يتاح لها المجال من أجل التّزاوج والتكاثر، والحفاظ على البيض، والعناية بصغارها.
رحلة الطيران
تعتبر الطيور بشكل خاص من الحيوانات التي تمتلك عالماً خاصاً بها، كما أنّها من الحيوانات المنظّمة والدقيقة في تأدية أمورها،
وهذا ما يساعدها على الهجرة، وتتم رحلة الطيور عن طريق تجميع أسراب مكوّنة من أعداد كبيرة قد تصل لألف طائر، تسير في مجموعات منظّمة
فإذا دققنا النظر عليها وراقبناها جيداً نلاحظ أنّها تغيّر مواقعها، وأماكنها، ويكون السبب في ذلك لتجديد مهام القيادة، فهي تسلك طريقاً طويلاً يتطلب مسؤوليّة كبيرة، فالطيور الكبيرة تسير أمام الطيور الصغيرة، لكي تعلّمها طرق الهجرة، وتعلمها الاتّجاهات.
....
مواقع النشر (المفضلة)