تجاوزت أسعار النفط لخام برنت حاجز الـ 80 دولارا للبرميل، ودعمت صعود الأسواق وارتدادها بقوة بعد موجة جني أرباح طالت معظم الأسواق، ومع موجة الارتفاع الأخيرة بقيادة النفط ينذر ارتفاع مؤشر الدولار بتجاوز مقاومته عند منطقة 95 دولارا ببداية موجة جني أرباح؛ قد تطول الأسواق مرة أخرى، وسيكون تأثيرها سلبيا بشكل طبيعي على النفط الذي ارتفع بصورة كبيرة خلال فترة قصيرة، وكذلك الذهب، اللذين يسيران بشكل عكسي مع تحركات الدولار.وغالبا ما يؤدي ارتفاع الدولار إلى هبوط الذهب في البداية، ثم يبدأ الذهب بالعودة إلى الصعود، ومن خلال تحركات الذهب حاليا يتضح أنه بانتظار موجة صعود بعد مروره ببعض التهدئة وجني الأرباح التي ستكون بدعم من ارتفاع الدولار، كما ذكرنا. والدولار والذهب يعدان من الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون عند مرور الأسواق بجني أرباح أو تصحيحات بغض النظر عن مسببات ذلك، إلا أن الذهب يتحرك لاحقا بعد الدولار.كما دعم ارتفاع الدولار بشكل طفيف أخيرا صعود العملات الإلكترونية، وعلى رأسها عملة بيتكوين، التي تجاوز سعرها حاجز الـ 50 ألف دولار، ولديها مستهدفات فنية بالقرب من منطقة الـ 60 ألفا، مع بقاء منطقة 46 ألفا منطقة دعم مهمة، وبهذه المستهدفات الفنية ستكون بدعم من ارتفاع العملة الأولى الدولارية، كما نتوقع.من جانب آخر، تشهد السوق السعودية زيادة في معدلات السيولة مع تحرك عدة قطاعات، على رأسها قطاع الطاقة بقيادة أرامكو التي دعمت أسعار النفط ارتفاعها بقوة، كما تحركت بعض شركات البتروكيميكال التي لم تتحرك خلال الفترات الماضية، وهي ضمن القطاعات المستفيدة من ارتفاعات النفط والغاز بشكل كبير؛ ما دفع المؤشر العام للسوق السعودية إلى اختراق حاجز الـ 11460 نقطة، الذي كان يشكل منطقة مقاومة على المدى القصير، وبالمحافظة عليه ستكون لديه مستهدفات 11600 نقطة، وكذلك 11800 نقطة كمستهدف ثانٍ، مع بقاء منطقة 11460 القمة المخترقة، ومتوسط 50 يوما الدعم الثاني عند 11280 نقطة.وعودا على الحديث عن النفط وخام برنت - تحديدا - وباستخدام سلسلة فيبوناتشي، يتضح أن اختراق قمته عند 77 دولارا يكون مستهدفه التالي عند 85 دولارا، التي تمثل نسبة 161 في المائة فيبوناتشي، مع بقاء احتمالية العودة إلى اختبار القمة السابقة في حال جني الأرباح أمرا طبيعيا بعد موجة الصعود الأخيرة، ومنطقة 72 دعما قويا حيث تمثل متوسط 50 يوما (منطقة متحركة).ومما تجدر الإشارة إليه أن الأسواق صعدت بشكل كبير دون مرورها بعمليات جني أرباح معتبرة أو تصحيحات صحية تمنحها بعض التهدئة لمؤشراتها التي لا تزال متضخمة إلى حد كبير، وبوجود بعض المستهدفات المتبقية على النفط يبدو أن هناك بعض الزخم للصعود، لكنه لن يطول إذا ما تم اختراق الدولار حاجز المقاومة الذي ذكرناه، وهذا لا يعد انهيارا أو نحو ذلك للأسواق؛ بل موجة ارتداد للدولار لن تطول مع بقاء أسعار الفائدة قريبة من الصفر. لذلك من الأفضل التركيز على القطاعات والشركات التي لديها محفزات ولم ترتفع بشكل كبير، حيث ستكون سطوة التصحيحات عليها أقل وعودتها للصعود أسرع. ما سبق وجهة نظر فنية قابلة للخطأ والصواب، والله وحده أعلم.
مواقع النشر (المفضلة)