يعتقد الكثير من المستثمرين بأن الاستثمار في الأسواق المالية هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح المالي. في حين تجد وعود مقدمة من بعض النقابات المالية لمن يشتري سلة من صناديق الاستثمار المشتركة، بالحصول على عائد ثابت بنسبة محددة سنوياً وغيرها من الوعود الزائفة لتشجيعه على الاستثمار.
ولكن في الحقيقة أنّه مهما كان اعتقاد الناس بحزمهم فيما يتعلق ب شراء الأسهم وبيعها وعقد الصفقات في سوق الأسهم، فأنهم يقعون عادة في نفس النمط العاطفي مثل شراء الأسهم العالية وبيع الأسهم المنخفضة، فهم بشر في النهاية. ومن طبيعتهم البحث عن الفوز وشعور الانتصار عند ارتفاع قيمة أسهمهم وفي الوقت نفسه يسعون إلى تجنب الألم عند الخسارة وانخفاض قيمة أسهمهم (مثل عدم الرغبة في الاعتراف بالخسارة أو تحمّلها). فيقومون بارتكاب أخطاء مضاعفة تقودهم إلى مزيد من الخسارة في بسوق الأسهم، هنا بعض الأخطاء الشائعة التي يقع المستثمرين الجدد فيها:
أبرز الأخطاء التي تقودك إلى الخسارة في سوق الأسهم:
1-رفض وضع نسبة وقف الخسارة
يتم شراء السهم عند توقع ارتفاع سعره في السوق، ولكن ما الذي يجعلك متأكّداً من ارتفاع هذا السهم؟ فربّما يحدث العكس بسبب قيامك بخطأ أثناء التحليل، أو شرائك هذا السهم في وقت خاطئ، أو ظهور صدمات سعرية نتيجة أخبار اقتصادية مفاجأة، أو غير ذلك.
لا شئ سيقلل من أدائك وعزيمتك مثل الخسارة الفعلية، وفي الغالب تكون مماثلة لحساب الخسارة تقديريا. فوضع نسبة وقف الخسارة طبقا لقواعد إدارة المخاطر وإدارة رأس المال أفضل كثيرا من الخسارة على أرض الواقع.
2- عدم إدراك الخسارة الفعلية
تستحق محفظتك الاستثمارية الأسهم الجيدة ليكون أداءها جيدًا. ومن الشائع التردد في بيع الأسهم الخاسرة بسبب عدم القدرة على الاعتراف بارتكاب الأخطاء ووقوع الخسارة، على أمل تعويض الخسارة فيما بعد. لذلك لابد من التقييم الصحيح للأسهم الخاسرة للحفاظ على الإدارة الجيدة لمحفظتك الاستثمارية.
3- تحمّل المزيد من المخاطر
كثيرا ما يُقال أنّه للحصول على المزيد من المال يجب تحمُّل المزيد من المخاطر. وهذا صحيح، ولكن له جانب آخر وهو أنه في حالة سوء الأوضاع فإنّ الخسائر ستكون كبيرة. الحفاظ على رأس المال أمر بالغ الأهميّة لتحقيق النجاح في إدارة المحافظ الاستثمارية على المدى الطويل، والا ستنهار المحفظة الاستثمارية في حالة خسارة معظم رأس المال. لذلك يقوم مديري المحافظ الاستثمارية بتخصيص نسبة بين 2 إلى 5 % لا أكثر من إجمالي رأس مالها الاستثماري في سهم واحد.
وتتعلق إدارة الأموال أيضا بموقفك الاستثماري الكلي، حتى عندما يكون تحليلك صاعد بشكل كبير لأحد الأسهم، فلا يجب أن تضع كل استثمارك في هذا السهم. هذا يمنحك السيولة النقدية لشراء الفرص الاستثمارية في الأسهم الأخرى ويُبعدك عن الحاجة إلى تصفية أسهم في وقت غير مناسب لجمع الأموال النقدية.
4- ليس بالضرورة أن تكون الشركة الجيدة أسهمها جيدة
يوجد بعض الشركات الكبرى التي لها أسهم متوسطة، وبعض الشركات المتوسطة التي لها أسهم كبيرة على مدى فترات زمنية قصيرة، فمن الأخطاء الشائعة محاولة الخلط بينهما.
فيجب أن تدرس جميع المعايير وحالة السهم نفسه وتاريخه قبل اتخاذ قرار الاستثمار به.
5- الاعتماد على التحليل الفني فقط
ومن الأخطاء الشائعة أيضا، أن يتجه المحللون الفنيّون غير المحترفين، في فترات معينة إلى استخدام مؤشر واحد أو اثنين فقط لتحليل حالة السهم. وهذا تصرّف سليم في حالة ثبات سوق الأسهم، ولكن الحقيقة أن ظروف سوق الأسهم تتغير بشكل دائم، بالتالي فإن فعالية المؤشرات. التي تعمل بشكل جيد قد تتغيّر من وقت لآخر. فيجب أن تفرق بين المؤشرات التي تعمل والتي لا تعمل، وتكون على استعداد للتحوّل عندما تطرأ ظروف طارئة.
مواقع النشر (المفضلة)