استحواذ صندوق صندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 100% على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي Newcastle United F.C والذي يأتي في مرتبة سابع أكثر الأندية الإنجليزية تحقيقاً للبطولات هل يعد ضمن القوة الناعمة ( أو ) القوة الصلبه ⁉️بلا أدنى شك تشير الإجابة وبكل نعومة إلى نعم .. نعم يعد ضمن نطاق مايعرف بالقوة الناعمة Soft power والتي تشمل الثقافة والفنون من موسيقى ومسرح وأزياء وحتى الرقص والأهازيج وألعاب رياضة وكلها أدوات القوة الناعمة التي تمنح صاحبها القدرة على جعل الآخرين يقومون بتصرفات لم يكونوا ليقوموا بها لولا أثر تلك القوة التي تم إخضاعهم لها, فمن كان يصدق أن الإنجليز المتعجرفين وخاصة سكان مدينة نيوكاسل أبون تاين (Newcastle-upon-Tyne) الواقعة على نهر التين قرب البحر في شمال بريطانيا والبالغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة سوف يرتدون الأزياء السعودية فوق زي نادي نيوكاسل المعروف باللونين الأبيض والأسود ويرقصون عن بكرة أبيهم علي أهازيج الشيلات السعودية في منتصف شوارع وحدائق ونوادي الشمال الإنجليزي, بل ويحل العلم السعودي ضيفا فوق أسطح المنازل وعلى تعريف حسابات أغلب المشجعين والمنتمين للنادي بحسابات التواصل الإجتماعي وخاصة على تويتر, حيث تم ممارسة النفوذ السعودي عليهم عن بعد وفي أبهي صورة وفي عِقْر دارهم بدون حتى إستخدام القوة الصلبة مثل الإرغام والقوة أو حتى عبر الضغط الإقتصادي.المأمول كذلك من جدوى الاستثمار الرياضي السعودي في الأندية العالمية أن يحقق العديد من المكاسب ولعل من أهمها توجيه إهتمام جماهير تلك الأندية العالمية نحو منطقة الخليج مما يعزز من الصورة الإيجابية للسعودية ويجلب الإهتمام والأنصار نحوها ونحو التعاطف الجارف مع قضاياها وتصبح بذلك مقصداً جاذباً للبريطانيين وربما يشجع الكثيرون منهم لزيارة السعودية ويفعل الحركة السياحية كما أن نجاح تلك الأندية المستحوذ عليها سعوديا سواء عند الفوز بالبطولات أو زيادة شعبيتها عالمياً سوف يفتح للمستثمرين السعوديين العديد من الأبواب ويجلب المزيد من الفرص التجارية بشتي المجالات المختلفه حتى من خارج مجال الاستثمار الرياضي ناهيك عن تهافت عقود الرعاية وعروض التسويق من قبل كبريات الشركات العالمية آملا بتحقق أرباحاً ونجاحا مماثلا . وبالعودة للحديث عن مصطلح القوة الناعمة Soft power الذي ابتكره البرفسور جوزيف ناي Joseph Nye عميد سابق لمدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفرد والمساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي للشؤون الدولية وذلك خلال الفترة الواقعه تحديدا بعد انتهاء الحرب الباردة حيث عرَّف عرَّاب ومنظِّر القوة الناعمة البرفسور جوزيف ناي مصطلح القوة الناعمة في كتابه الشهير الذي يحمل عنوانه ؛ القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسات الدولية Soft Power: The Means To Success In World Politicsحيث ذكر بالنص : «إنها القدرة على الجذب لا عن طريق الإرغام والقهر والتهديد العسكري، والضغط الاقتصادي ولا عن طريق دفع الرشاوي وتقديم الأموال ل**** التأييد والموالاة، كما كان يجري في الإستراتيجيات التقليدية القديمة، بل عن طريق الجاذبية، وجعل الآخرين يريدون ما تريد» كما أوضح الكاتب في سياق مختلف وفي العموم أن حسم الصراعات بالقوة العسكرية وحدها أصبح أمرا من الماضي خاصة وأن الانفتاح وقوة وسائل الاتصال والبرمجيات قد تشكل عائقا كلما حاولت الولايات المتحدة شن حرب جديدة، ويدعو إلى اعتماد استراتيجية القوة الناعمة لضمان حلفاء ليس من الحكام فقط بل من شعوب المناطق التي تريد أمريكا فرض سيطرتها عليها بشكل ما.هذة ومن منظوري الشخصي سوف يظل لإستثمارات الرياضية بريق وتوهج خاص ومميز حتى مع الأزمات والظروف الإقتصادية العالمية حيث تظل مسألة رعاية أو تملك الأندية الأوربية الشغل الشاغل لرجال الإقتصاد والمال قبل رجال الرياضة والإعلام, وسوف تبقي الأندية الرياضية الملتقي الذي يجمع بجدارة الجماهير علي إختلاف درجاتهم التعليمية والاجتماعية والاقتصادية وحتي السياسية بل ورغم كل الأزمات يظل الإستثمار الرياضي ذا جدوى إقتصادية ومدر للربحية وعلية يلاحظ تنامي الإهتمام المتزايد من عموم المستثمرين الخليجيين نحو الاستثمار في المؤسسات الرياضة العالمية وإرتفعت معدلات استحوذت الاستثمارات الخليجية على عدد من أكبر وأشهر الأندية الأوروبية سواء وذلك من خلال تملك النادي بالكامل أو الحصول على حقوق الرعاية عبر **** حملات الرعاية والإعلان حيث تعتمد الأندية الأوروبية في تمويلها بالأساس على حقوق البث التلفزيوني والرعاية والإعلانات.وبذات السياق يعد الإستثمار السعودي خاصة في الرياضة الأوروبية نشاطا اقتصاديا مجديا ويقوم على دعائم إستثمارية ناجحة للغاية ليس بهدف الشهرة فحسب بل يتعدي ذلك لنواحي أخرى لا تقل أهمية عن النواحي الإقتصادية خاصة وأن الإستثمارات السعودية تعد مدروسة وذات جدوى تدر للربحية الإقتصادية والحضوة الإجتماعية بل وتساهم في بناء علامة تجارية سعودبة قوية وذلك من خلال إستثمارتها المتنوعة بالمجال الرياضي عموما وبالأندية على وجهه التحديد حيث تهدف إلى تحقيق مكانة وحضور خاصة يليق بها بالمحافل العالمية سواء الإقتصادية والإجتماعية وحتى الرياضية, مما يبقي بلا شك اسم السعودية ورجال أعمالها ومؤسساتها دوما حاضرين في قلب الحدث و في كبرى المناسبات الكروية العالمية.ختاما ,, رغم الجهود السعودية الإنمائية والإغاثية والخيرية وحتى والإقتصادية بالعالم غير أنها تعمل بصمت دون الإكتراث بتسجيل ذلك كنقاط بالراي العام وعلية تلاحظ عند وقوع أقل سوء تفاهم دولي أو حتي عالمي تتصاعد الأمور سلبا فجأة بشكل مبالغ على صعيد الشارع لأننا فيما سبق لم نتواصل مع عموم الجماهير بشكل يعزز من الصورة الإيجابية لدى العامة من الجماهير رغم جهود المملكة في مختلف المجالات حيث وكما يقال باللهجة المحكية "تعمل الخير وترميه بالبحر" دون الإعلان عنه وتسجيله كنقاط بل ان المساعدات الحكومية السعودية للعديد من البلدان كان الاعلام ينقل لنا أنه يتم بيعها أو وضع ملصقات فوق اسم السعوديه وكنا لا نرد ولا نصعد إعلاميا باعتبار أنها إعانات ومساعدات و إغاثات خيريه عند الله لن تضيع حتى وإن أنكرها وجحدها متلقيها !! لكن أكاد أجزم أن كل ذلك قد مضي وبدات العمل بشكل فعال لتعزيز الصورة الذهنية للوجهه المشرق للثقافة السعودية عند عموم الجماهير العالمية ويعد ماحدث بالشمال الإنجليزي يعد البداية وسوف نرى بإذن الله غيرهم الكثير بالأيام القادمة .
مواقع النشر (المفضلة)