إن الصكوك والسندات والأسهم أدوات مالية يتم من خلالها التعامل في الأسواق المالية و لكي نستطيع الإختيار بين أحدهم علينا أولاً أن نفرق بينهم؛ فيجب أن نفهم طبيعة هذه الأدوات وخصائصها المميزة، وسنقوم بتوضيح الفرق بين الصكوك والأسهم من جهة، والصكوك والسندات من جهة أخرى.
أولاً ما الفرق بين الصكوك والأسهم ؟
إن كل من الأسهم والصكوك يمثل ملكية أصول مدرّة لعائد، أو المشاركة في رأس مال مشروع مربح، ويكون الاختلاف في أن :
إن للصكوك أجلاً، حيث يجري تصفيتها بالطرق المنصوص عليها في نشرة الإصدار، على عكس الأسهم الدائمة دوام الشركة المصدرة.
هيكل إصدار الصكوك يجعل العائد عليها وثمنها في السوق قابلاً للتوقع، فهو أقل تقلباً وأكثر استقراراً.
الصكوك مصممة بحيث تمكن حملتها من استرداد رأس مالهم أو قريباً منه عند انتهاء مدتها بصرف النظر عن قيمة أصول المصدر للصكوك أو قدرته على سداد ديونه للآخرين، أما حامل السهم فله عند التصفية نصيبه من أصول الشركة عند تصفيتها (وتسديد ما عليها من ديون) قل أو كثر.
ثانياً: ما الفرق بين الصكوك والسندات ؟
إن الخلط بين الصكوك الإسلامية والسندات الربوية راجع إلى ما بينهما من شبه من ناحية أن كليهما يصدر بقيمة اسمية، وأن للصكوك عائداً متوقعاً مرتبطا بتلك القيمة الاسمية كما أن هيكل الإصدار يتضمن ترتيبات تقلل مخاطر التقلبات في ثمن الصك وتؤدي إلى استقرار المبلغ الذي يمكن لحامل الصك أن يسترده في نهاية مدته، وهنا يكون الاختلاف في :
أن الصكوك عكس السندات من ناحية قيمتها الاسمية فهي ليست مضمونة على المصدر، ومن ثم لا تكون ديناً في ذمة المصدر.
إن ما يدفع على الصكوك ربح مصدره النشاط الذي استخدمت فيه أموال حملة الصكوك أو الإيراد المتولد من الأصول التي يملكونها بموجب الصكوك، و ليس فائدة مرتبة على القيمة الاسمية.
الفرق الجوهري بينهما، هو أن السندات ديون ربوية والقروض وثائق ملكية لأصل مولد لعائد أو استثمار مدر لربح.
وبشكل عام الصكوك تختص عادة بمشاريع لها تاريخ انتهاء وتاريخ ابتداء، وحامل الصك ممول للشركة المصدرة، أما مالك السهم فهو شريك ومالك لحصة مشاعة في رأس مال الشركة.
وتعتبر السندات ورقة مالية تحمل فوائد، وحامل السندات لا يتأثر بنتيجة أعمال الشركات ولا بمركزها المالي، لأن مالكها يستحق القيمة الاسمية للسند مضافاً إليها الفوائد عند الاستحقاق.
أما مالك الصك فإنه يتأثر بنتيجة أعمال الشركة أو المشروع ويشارك في تحمل الأخطار، فله المكاسب التي يحققها المشروع وعليه الغرامات التي يتعرض لها، إن هذه الخصائص هي من أهم الفوارق بين الصكوك الإسلامية والسندات التي يطلق عليها بعضهم صفة ربوية.
إن ثمرة الكشف عن هذه الفروق هو أن الصكوك بديل شرعي مقبول مرحلياً في الصناعة المالية الإسلامية عن السندات التقليدية، وهي في الوقت نفسه تقريب لفكرة الأسهم.
مواقع النشر (المفضلة)