"ستة أوجه للعولمة": من يفوز ومن يخسر؟ (argaam.com)
ما أن تُذكر كلمة "عولمة" حتى يبدأ الجدال بين الأشخاص حول أهميتها ومزاياها وعيوبها، ففي حين يرى البعض أن العولمة انتشلت ملايين الأشخاص من براثن الفقر، يرى آخرون أنها سلاح يستخدمه الأغنياء لاستغلال الفقراء.
وبينما يرى البعض أيضاً أن العولمة شيدت جسوراً بين الدول وأزالت الحدود فيما بينها، يرى آخرون أنها ساهمت في تغذية الشعبوية، وتعزيز المنافسة بين القوى العظمى، مما يمزق العالم.
وبدلاً من التحيز لرأي على حساب آخر، تناول المؤلفان "نيكولاس لامب" و"أنثيا روبرتس" في كتابهما "ستة أوجه للعولمة" الصادر عام 2021 ستة آراء مختلفة حول فضائل العولمة ورذائلها، والتي تتراوح بين الرؤية القديمة القائلة إن العولمة تفيد الجميع، وبين الرؤية المتشائمة التي لا ترى في العولمة سوى خسارة للعالم، وبأنها تهدد البشرية بالأوبئة والتغير المناخي.
- يستعرض الكاتبان بالتفصيل الحجج والأدلة المقنعة التي يقدمها كل من مؤيدي ومنتقدي العولمة.
- فعلى سبيل المثال يشرح الكتاب الأسباب التي تجعل مؤيدي العولمة يدافعون عنها ويرونها مفيدة للعالم، حيث يرى هذا الفريق أن التخصص والتجارة يجعلان الأشخاص أكثر ثراءً على المدى الطويل.
- يرى أولئك أنه لا فرق بين التجارة والتكنولوجيا، مشيرين إلى أن خسارة البعض لوظائفهم بسبب المنافسة الأجنبية، لا يختلف عن التضحية ببعض الوظائف من أجل زيادة الإنتاجية، مثلما حدث خلال الثورة الصناعية.
- يرجع أولئك الفضل في ارتفاع مستويات معيشة في إنجلترا خلال الثورة الصناعية، وفي الصين والهند في الوقت الحاضر، إلى التجارة والتخصص والانفتاح.
- على الجانب الآخر يشرح المؤلفان وجهة نظر منتقدي العولمة، والذين لا يجادلون بشأن المنافع التي تحققها التجارة، لكنهم يتساءلون عمن يجني مكاسبها وأرباحها.
- ففي حين يقر هذا الفريق بأن زيادة الإنتاجية تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي، إلا أنهم يتساءلون عن سبب عدم زيادة الأجور لتواكب نمو الإنتاج في المقابل.
- كما يتناول المؤلفان المخاطر المتعلقة بالعولمة من حيث قيام الشركات الكبرى بتعزيز الاحتكار، وأيضاً زيادة التنافس بين القوى العظمى بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
- بشكل عام يحدد المؤلفان التهديدات العالمية التي تنطوي عليها العولمة، بما في ذلك الأضرار البيئية وعدم قدرة الدول على ضمان توفير الإنتاج المحلي للإمدادات الطبية خلال أوقات الأوبئة، مثلما حدث خلال جائحة كورونا.
- في النهاية لا يقدم "لامب" و"روبرتس" إجابات عن أي أسئلة كبرى، لكنهما يظهران عبر تناولهما للأوجه الستة للعولمة كيف تؤدي الموازنة بين القيم المختلفة (الفرصة مقابل المساواة، المخاطرة مقابل المكافأة) إلى الأجندات الاقتصادية المختلفة الموجودة في الغرب الآن.
- تماماً مثلما أظهرت سنوات حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن الإجماع يمكن أن ينهار في لحظة، إذا ما شعر المواطنون بأن السياسة لا تعكس قيمهم.
المصدر: Asian Review of Books
مواقع النشر (المفضلة)