بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الإعتدال:مشتق من العدل وهو لزوم الحق والدوران مع القسط ، ويمثله الوسط بعيدا
عن الإفراط والتفريط والغلو ،وهو أمر صعب جدا في ميدان المشاعر والأفكار والأقوال
والسلوك الفردي والإجتماعي ، ولزومه أصعب لأن الطرفين يتجاذبان صاحبه بقوة
كما تعلمنا من دروس الفيزياء ، وسنن الله ماضية في النفوس كما في الماديات .
وقد عني القرآن الكريم تصريحا وإشارة بتربية المسلمين على الإعتدال عاطفة
وتفكيرا وسلوكا فنص على اننا أمة وسطا بعيدة في كل شؤونها عن الحديّة
وهذا مايؤهلها للشهادة على الأمم .
مجـــــــالات الإعتــــــــــدال :
# الصـــــلاة : رفع الصوت فيها صنو المخافتة الى حد الإسرار
قال تعالى ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا )
# الإنفـــــاق : من صفات عباد الرحمن انهم مقتصدون في الإنفاق
قال تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )
ولزوم الإعتدال في هذا المجال ليس أمرا هينا ، لان المال يغري النفوس
بالحدين اي الإسراف والتقتير
ونلاحظ ورود لفظ ( بين ) في وصف الصلاة والإنفاق وهي تدل على نقطة
الوسط بين الطرفين وذلك هو الإعتدال .
# المعـــــاش : قال تعالى ( وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا )
هذا هو مقياس الإستمتاع بالطيبات ، ولا يقتصر الأمر على المآكل والمشارب
بل يدخل في ذلك اللباس والآثاث والمركب ونحو ذلك .
بهذا يحدث التوازن في حياة المسلم ، بعيدا عن التصوف الذي يخالف فطرة الله
وعن النزعة اللادينية التي تقطع الإنسان عن الآخرة وتأسره في سجن الدنيا .
# الحـــــب و البغـــــض : كثيراً ما تكون المشاعر ميدانا للغلو في الحب والبغض
ولنأخذ مثالين على ذلك :
الأول : موقف النصارى واليهود من عيسى بن مريم عليه السلام
فالنصارى غلو وافرطوا في حبه فهلكوا ، واليهود جوفوه وفرطوا فيه فهلكوا
في حين التزم المسلمون الإعتدال فيه بلا إفراط ولا تفريط .
الثاني:موقف اهل السنة ولجماعة والخوارج والشيعة من علي بن ابي طالب رضي
الله عنه فالشيعة غلو في حبه حتى الهه بعضهم ، والخوارج ابغضوه وجفوه
في حين أنزله اهل السنة منزلتة ولزوموا الإعتدال في حبه بلا غلو ولا جفاء .
# التديــــــن : المسلم متدين بالضرورة معتدل في تدينه بضوابط شرعية تمنعه
من الغلو ، إنه تدين يراعي الطبيعة البشرية وضعفها و طاقتها المحدودة ، فلا تكلف
فيه ولا عنت ، وقد نهى النبي صلى لله عليه وسلم الصحابة الذين تشددوا في
العبادة إلى درجة هضم حقوق النفس والزوجة ودعاهم إلى إلتزام سنتة المتسمة
بإعطاء كل ذي حق حقه أي الإعتدال
وقا عليه الصلاة والسلام
( إن هذا الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا )
منقوووول ،،،
مواقع النشر (المفضلة)