تعود أصول العمل المصرفي الإسلامي إلى أكثر من 1400 عام، وقد تم تنظيم وتفصيل هذه المبادئ في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتعتمد الصيرفة الإسلامية بشكل عام على مبدء مشاركة الخطر اي مشاركة المستثمرين في الربح او الخسارة، ويركز ايضا على تحقيق الرخاء والنماء والأمن الاقتصادي وتحقيق المساواة للمجتمع بأكمله.وتعود أصول ظهور الصيرفة الإسلامية إلى ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي حيث كانت زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة خديجة رضي الله عنها تاجرة وقام الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالعمل معها حيث قامت رضوان الله عليهما بمنحه صفة تعرف اليوم بإدراة الأعمال، متبعة بذلك نفس مبادئ الصيرفة الإسلامية في الوقت الحاضر.وفي العصور الوسطى، اعتمدت الأنشطة التجارية في العالم الإسلامي على مبادئ النظام المصرفي الإسلامي، وانتشرت هذه المبادئ المصرفية في إسبانيا ودول البلطيق ودول البحر الأبيض المتوسط ويمكن القول أن هذه الأنشطة شكلت بعضا من مبادئ النظام المصرفي الغربي الذي تسيد حتى عاد النظام المصرفي الإسلامي للظهور في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.وتأسست البنوك الإسلامية لتلبية احتياجات المتعاملين من الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وتسعى المدارس الفكرية الإسلامية إلى إنشاء مصارف ترسخ وتعمق أهداف الشريعة الإسلامية في حركة المال من خلال المساهمة في بناء وإثراء وتنمية الحضارة الإنسانية دون الاعتماد على الفائدة والتوسع في الديون.إن الخدمات المصرفية الإسلامية هي نظام مصرفي يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية وتطبيقاتها العملية وقد قام بدور المطور للاقتصاديات الإسلامية، حيث تحرم الشريعة الإسلامية الربا "دفع الفوائد عند اقتراض المال، أو قبوله عند إقراض المال" بالإضافة إلى ذلك، تحظر الشريعة الإسلامية المتاجرة بالأنشطة التي تتعامل بالمنتجات أو الخدمات التي تتعارض مع مبادئ الإسلام، حيث ان القاعدة الأساسية في جميع المعاملات المالية الإسلامية: تحريم الربا ، وترك التعامل فيه ، سواء في القبول ، أو الدفع ، أو الإعانة، علاوة على ذلك، فإنه يحظر أداء المعاملات الربوية بكل صورها، سواء تم إجراؤها بشكل مباشر أو غير مباشر.وللصيرفة الإسلامية مزايا رئيسية منها:1- الالتزام التام بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع التعاملات المالية.2- عدم وجود مصلحة مصرفية مباشرة بصورة فوائد ربوية مترتبة من العمليات المصرفية بشكل مباشر أو غير مباشر.3- ترسيخ مفهوم المشاركة من خلال عمل المصرف كوسيط بين أصحاب رأس المال وطالبي التمويل.وعلى الرغم من أن التمويل الإسلامي قد قام بوضح أساس متين وثابت في النظم المالية العالمية، إلا أن المصارف الإسلامية لا تزال تواجه العديد من التحديات، ولعل من أهمها وجود هيئات شرعية مركزية للمصارف وتكون على قدر عالي من المعرفة والالمام والشجاعة على الخوض وتحليل الأدوات الفنية للمنتجات المالية الإسلامية، وتحديات أخرى ومنها معضلة تقليد المصرفية التقليدية.ومن الملاحظ حاليا أن النظام المالي الإسلامي يقف على ثواتب راسخة ويمتد إلى ما وراء حدود الدول العربية والإسلامية. ولقد أصبح الاهتمام به دوليًا بعد الأزمة المالية لعام 2008م، حيث يوجد في العديد من البلدان الإسلامية مؤسسات مالية اسلامية خالصة تتنافس مع مثيلاتها لتصبح مراكز دولية للخدمات المصرفية الإسلامية.المراجع:1. "مخاطر أدوات التمويل الإسلامية ،" قندز، أحمد. مجلة بيت المشورة، المجلد. 40، العدد 6318، 1 أكتوبر 20172. التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة: التنظيم والتحديات ، أينلي، مايكل. هيئة الخدمات المالية 20073. المجلس النقدي الخليجي.
مواقع النشر (المفضلة)