يمكن القول أن تحليل الأسهم هو جوهر التفكير والبحث والدراسة، وهو الآلية الفعالة للوصول إلى استنتاج مقنع يمكن الاستناد إليه والبناء عليه واتخاذ قرار محدد .
وقد يكون التحليل نوعياً كيفياً Qualitative يرتكز على الوصف والملاحظة ومحاولة الاستنباط من خلال ربط الأسباب بالنتائج وهذا مفيد في بعض المجالات ويستخدم على نطاق واسع . لكن النوع الأهم والأكثر فاعلية من أنواع التحليل هوالتحليل الكمي Quantitativeالذي يستند أساساً إلى الرياضيات والإحصاء وقياس كافة المتغيرات والتعبير عن قيمتها كمياً بالأرقام، مما يفتح المجال أمام بناء نماذج رياضية تعبر عن تفاعل المتغيرات مع بعضها ومن ثم تكوين خوارزميات تعبر عن الخطوات المتسلسلة التي تؤدي إلى ظهور النتيجة المطلوبة.
تعريف الخوارزميات الكمية:
وبذلك يمكن تعريف الخوارزميات الكمية بأنها نماذج رياضية مركبة على شكل سلسلة من المعادلات يتم تحويلها إلى برنامج على الحاسب الآلي يقوم بتحليل المدخلات الكمية وتحديد النتائج الفعلية أو المتوقعة، مما يوفر للمستخدم نظاماً آلياً على غرار أنظمة دعم القرار.
وفي عصر البيانات الكبرى ومع التقدم الكبير في مجال تجميع وحفظ وتحليل البيانات بمختلف أنواعها وأحجامها أمكن تطوير أساليب كمية لتحليل الأسواق المالية والأسهم من خلال تحليل كم كبير من بيانات الأسهم لعدة سنوات وبشكل يومي مما يؤدي إلى اكتشاف العوامل والظروف والمتغيرات التي تؤثر على اتجاه وسعر السهم وتحديد العلاقات التي تربط بين كل هذه العوامل وبالتالي بناء خوارزميات رياضية وبرمجتها واستخدامها كأنظمة لتحليل الأسهم وتوقع اتجاهاتها لتوفير الدعم الكافي لقرارات المستثمر المتعلقة باختيار السهم وتوقيت الشراء والبيع وتحديد نقاط الربح ونقاط الخسارة التي تساعد على تحديد مستويات جني الأرباح ووقف الخسائر.
سبب انتشارها:
وقد أثبتت أنظمة تحليل الأسهم القائمة على الأساليب الكمية والخوارزميات الرياضية تفوقها على باقي أساليب وأنواع التحليل الأخرى المستخدمة في هذا المجال من حيث دقة النتائج خاصةً في المسار الطبيعي للسوق أي ظروف التداول العادي بدون وجود أسباب طارئة ، الأمر الذي يفسر لنا سبب انتشارها في الآونة الأخيرة واستخدامها من قبل الكثير من المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار التي تدير محافظ استثمارية ضخمة في الأسواق المالية والفوركس وأسواق السلع والمعادن الثمينة وغيرها.
لكن المؤسف أن تحليل الأسهم بالأساليب الكمية والخوارزميات لم تأخذ حقها الكافي من الانتشار لدى المستثمرين في الأسواق المالية العربية والخليجية الذين ما زالو يعتمدون على الأساليب التقليدية .
مواقع النشر (المفضلة)