السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن للديون خطورة على الإنسان في دنياه وفي آخرته،
وأذكر أولاً ما يتعلق بالآخرة،فقد ورد في الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال. فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله أتكفرُ عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، إن قُتلتَ في سبيل الله وأنت صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غير مدبرٍ. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: كيف قلت؟ قال: أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله أتكفرُ عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، إن قُتلتَ في سبيل الله وأنت صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غير مدبرٍ إلا الدَّين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك" (رواه مسلم).
وكذلك فإن الديون قد تحبس المسلم من دخول الجنة إذا مات وهو مدين،
فعن محمد بن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال: "كنا جلوساً بفناء المسجد حيث تُوضع الجنائز، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رافعٌ رأسه إلى السماء، فنظر، ثم طأطأ بصره، ووضع يده على جبهته ثم قال: سبحان الله، سبحان الله، ماذا نزل من التشديد؟ قال: فسكتنا يومنا وليلتنا، فلم نرها خيراً حتى أصبحنا. قال محمد: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما التشديد الذي نزل؟ قال: في الدَّين، والذي نفس محمدٍ بيده لو أن رجلاً قُتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل، ثم أحيي ثم قتل، وعليه دينٌ، ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينُه"
وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما رجلٍ يدين ديناً وهو مجمع على أن لا يوفيه إياه لقي الله سارقاً" حديث حسن صحيح
.
مواقع النشر (المفضلة)