أصدر بيل جيتس الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة "مايكروسوفت" مؤخرًا كتابًا بعنوان "كيف نتفادى كارثة مناخية"، وهو الكتاب الذي يأتي في توقيت مناسب للغاية بعد أن شهد العالم مؤخرًا عددًا كبيرًا من الكوارث المناخية، بما في ذلك حرائق الغابات في أستراليا وكاليفورنيا.
ورغم أن جيتس يحاول في الكتاب الذي تبلغ عدد صفحاته 272 صفحة تناول ومناقشة ما تعلمه على مدار أكثر من عقد من دراسة التغير المناخي، وتقديم استراتيجيات لمعالجة الاحتباس الحراري، إلا أنه لم يكن موفقًا بشكل كامل في شرح الجوانب الأكثر أهمية لمشكلة الاحتباس الحراري.وفي حين يفهم جيتس التحدي الأساسي الذي يواجه كوكب الأرض بشكل صحيح، والذي يتمثل في الوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية في أسرع وقت ممكن، كما أنه يدرك أن مفتاح الوصول لذلك يتمثل في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، إلا أنه كان غير دقيق في الجزء الخاص بتوليد الكهرباء.وأبدى جيتس تخوفه من ألا تصبح الألواح الشمسية أكثر كفاءة بالسرعة اللازمة، وهذا يتنافى مع حقيقة أن سعر الطاقة الشمسية انخفض بشكل كبير خلال العقد الماضي، متجاوزًا كل التوقعات، ويرجع ذلك في الغالب إلى التطور الذي حدث في مجال بناء وتركيب الألواح الشمسية.وتمنى بعض قراء الكتاب لو تحدث جيتس مع مارك جاكوبسون الأستاذ في جامعة "ستانفورد"، والذي قام هو وفريقه بحساب كيف يمكن لكل دولة في العالم تقريبًا أن تصل إلى 80% من استخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بحلول عام 2030.ويبدو أن جيتس لو كان التقى بـ جاكوبسون، لأدرك بشكل أكثر وضوحًا أن ما يجب التركيز عليه حقًا هو الطاقة النووية المتقدمة، والاستثمار بها.انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- أكدت مبادرة "تعقب الكربون" في لندن أن بناء منشآت جديدة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيصبح قريبًا أرخص من تشغيل محطات الطاقة الحالية التي تعمل بالفحم، ورغم ذلك لم يدرك معظم الأشخاص بمن فيهم جيتس مدى سرعة حدوث ذلك.- يطرح هذا الأمر سؤالاً مهمًا، وهو إذا كانت محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح منخفضة التكلفة على هذا النحو فلماذا لا يتم التحرك على نحو أسرع نحو التحول للطاقة المتجددة، وتكمن إجابة هذا السؤال في الدور الذي تلعبه صناعة الوقود الإحفوري لتعطيل التحول.- يُعرض هذا الأمر جيتس لانتقادات لأنه أغفل الحديث عن دور هذه الصناعة خلال كتاب كامل يتحدث عن الكارثة المناخية. حيث تشير التقارير إلى أن شركات النفط كانت على علم بكل شيء يتعلق بالتغير المناخي منذ الثمانينيات، وأنهم بذلوا كل جهدهم لمنع وصول هذه المعلومات إلى الجمهور، وبسبب ذلك أهدر العالم نحو ثلاثة عقود دون أن يفعل شيئًا تجاه أزمة المناخ.- يذكر جيتس أنه اختار في مرحلة ما سحب استثماراته من شركات الوقود الإحفوري، ورغم ذلك فإنه قال إنه قام بذلك فقط لأنه لم يرغب في أن يربح إذا ارتفعت أسهم هذه الشركات، لأن العالم لا يطور بدائل خالية من الكربون، كما سخر جيتس أيضًا من اعتقاد النشطاء أن سحب الاستثمارات من هذه الشركات، بإمكانه وحده أن يغير نظام الطاقة في العالم.- من ناحيتهم يرى النشطاء أن إضعاف صناعة الوقود الإحفوري يمثل جزءًا أساسيًا في مهمة إزالة الكربون.المصدر: نيويورك تايمز
مواقع النشر (المفضلة)