.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل حوالي تسعون عامًا خرج بعض المشايخ، وممن سكن مصر وأبدوا رأيهم في نظرية التطور ، وأنها وإن صحت لا تتعارض مع دين الإسلام فلا يوجد تعارض لها مع آيات القرآن الكريم ، واليوم نلاحظ نشاطًا ملحوظًا من علماء الأحياء، فلم تعد الأحافير والحلقة المفقودة مهمة ، فهناك ( dna ) سهل لهم المهمة ليعلنوا رأيهم بقوة في هذه النظرية، وكانت النتيجة أن تقبلها عدد ليس بالقليل من الناس، حتى من المنتسبين للإسلام، فما كان من بعض من لهم شهرة إلا أن يهونوا من الأمر ويبينوا أنها لا تتعارض مع الإسلام ! حتى ممن هو محسوب على أهل الدين !
وحيث أننا في الشرق الأوسط والعالم العربي على الخصوص لا تكون متابعتنا إلا لمن هم على المعتقد السلفي أو المعتقد الأشعري ، سأذكر هنا كيفية الرد على ممن يعتقد صحتها من هاتين العقيدتين ، كلٌ حسب عقيدته!
فأبدأ أولًا بالمعتقد الأشعري ، لأنه يقوم على التأويل ، ولأن غالب من يعتقد أنها لا تتعارض مع الدين هم من هذا المذهب فأقول :
إذا جاءنا من يقول بأن النظرية لا تتعارض مع الدين الإسلامي ، نسأله عن عقيدته فإن قال أنه أشعري المعتقد نقول له :
في معتقدك الأشعري تقول : أن الله يفعل عند السبب لا به .
مثال : النار أودع الله سبحانه وتعالى فيها قوة الإحراق للمحل القابل، فجعل هذه طبيعتها ، وهو قادر على أن يسلب منها هذه القوة، فالنار سبب للإحراق ولكن بشروط، فإذا توفرت الشروط حصل الإحراق، وكذلك الري بالماء والشبع بالأكل.... إلخ.
الأشاعرة يقولون: النار ليست فيها قوة الإحراق. وليس هذا طبعها وعادتها ، ولكن الله يفعل الإحراق عند اقتراب المحل القابل منها ! وقس على ذلك بقية الأمثلة .
والنظرية تقول : أن الخلق فيه أخطاء ناتجة عن الانتخاب الطبيعي ، وليست هناك قوة خارجية تتدخل في الخلق .
والآن نسألك هل الله سبحانه يفعل ويرتكب هذه الأخطاء ؟ أم الانتخاب الطبيعي هو من يفعلها ؟
إن التزمت معتقدك فقلت : أن الله سبحانه هو من يفعل ويقع في هذه الأخطاء ، فهذا هو الكفر الصريح !
وإن تمسكت بالنظرية فقلت : الانتخاب الطبيعي هو من يفعلها ، نقول لك : وهل تملصت من معتقدك الأشعري ؟
فهو إما أن يقع في الكفر بناءً على معتقده ، وإما أن يتملص من معتقده الذي يتعبد الله به ! وإما أن يذعن للأمر وأن النظرية تتعارض مع المعتقد الصحيح عنده !
أما إن قال أنا سلفي فنقول له :
لنا لقاء بمشيئة الله
<
.
مواقع النشر (المفضلة)