يحتاج القادة إلى التمتع بمجموعة متنوعة من المهارات، بما في ذلك التعاطف، من أجل تهيئة بيئة العمل المناسبة، التي تزيد رضا الموظفين، وتساعدهم على تحسين أدائهم، مما يصب في مصلحة الشركة في النهاية.
ورغم أن التعاطف طالما اعتُبر من بين المهارات الهامة لأي قائد، إلا أن دراسة جديدة أظهرت أن التعاطف يأتي في صدارة المهارات القيادية، وتشرح هذه الدراسة أهمية التعاطف لكل الجوانب في العمل، بدءًا من الابتكار، وحتى الاحتفاظ بالموظفين.
آثار الإجهاد والتوتر
السبب الذي يجعل التعاطف أمرا في غاية الأهمية، هو أن الأشخاص يعانون من أنواع متعددة من الإجهاد، وتشير البيانات إلى أن وباء كورونا ساهم بشكل كبير في زيادة شعور الأشخاص بالإجهاد، حيث وجدت دراسة أجرتها شركة "كوال تريكس" أن 42% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة عانوا من تدهور صحتهم العقلية، وأن 20% منهم يستغرقون وقتًا أطول لإنجاز المهام، بينما يواجه 28% منهم صعوبة في التركيز، ويعاني 15% منهم صعوبة في التفكير، ويواجه 12% تحديات في التوفيق بين المسؤوليات.
كما وجدت دراسة أجرتها جامعة "إلينوي"، أنه عندما يتلقى الموظفون رسائل بريد إلكتروني فظة في العمل، فإنهم يحسون بمشاعر سلبية، ويؤثر ذلك على حياتهم الشخصية. في الوقت نفسه وجدت دراسة أجرتها جامعة "كارلتون"أن الأشخاص عندما يُعاملون بفظاظة في العمل، يشعرون بأنهم أقل قدرة على تربية أبنائهم.
في دراسة أجرتها مجلة "أكاديمي أوف مانجمنت" أنه عندما يُعامل الأشخاص بفظاظة في العمل، فإن ذلك يؤثر سلبًا على أدائهم، ومساعدتهم للآخرين.
الآثار الإيجابية للتعاطف
عندما يمر الموظفون بأوقات عصيبة، يمكن للتعاطف الذي يظهره المديرون تجاههم، أن يحسن حالتهم المزاجية بشكل كبير، ويؤثر بشكل إيجابي على أدائهم.
أظهرت دراسة أجرتها شركة "كتاليست"، والتي شملت 889 موظفًا، أن تعاطف القادة مع موظفيهم يؤثر إيجابًا على عدة جوانب، بما في ذلك تشجيع الموظفين على الابتكار، وزيادة مشاركتهم وانخراطهم في العمل، وزيادة معدل الاحتفاظ بهم، وتقليل معدل الدوران الوظيفي، وزيادة القدرة على التوفيق بين مسؤوليات الحياة المهنية والشخصية، وزيادة التعاون بين الموظفين.
طرق إظهار التعاطف
من المهم أن يظهر القادة التعاطف العاطفي (القدرة على الشعور بما يشعر به الآخرون)، والتعاطف المعرفي (القدرة على الشعور بما يفكر به الآخرون) تجاه موظفيهم.
وليس من الضروري أن يكون القائد خبيرًا في الصحة العقلية حتى يظهر اهتمامه بموظفيه، ولكن يكفي أن يطرح عليهم الأسئلة، وأن يعرف آراءهم ومقترحاتهم حول مختلف الأمور، وأن ينصت إلى شكواهم.
من المهم أيضًا أن يتحول تعاطف القادة إلى أفعال، إذ يثق الموظفون في القادة، وتزيد رغبتهم في المشاركة في العمل والالتزام، عندما يكون هناك توافق بين ما يقوله القادة وما يفعلونه، فالتعاطف تجاه الموظفين يجب أن يكون عبر أفعال ملموسة يحسون بها.
المصدر: فوربس
مواقع النشر (المفضلة)