طرح الرئيس الأمريكي الجديد، خلال حملته الانتخابية، أفكارا مثيرة للجدل، ليس في بلاده فقط، بل على المستوى الدولي أيضا.
ويكتسب طرح مثل هذه الأفكار، على هذا المستوى، أهمية خاصة من حقيقة أن أمريكا أيا كان رئيسها، ونتيجة لما تملكه من إمكانات، هي الدولة الأكثر قدرة على التأثير في العالم.
ولعل بين أبرز الأفكار التي طرحت فكرة "الجدار المادي" على الحدود الطويلة مع المكسيك للفصل بين البلدين؛ وفكرة التمييز بين الناس وأصولهم الثقافية والعرقية، وهو ما يمكن النظر إليه على أنه "الجدار الثقافي" الفاصل بين إنسان وآخر، حتى لو كان هذا الآخر أمريكيا أيضا. وقد اعتبر كثيرون أن هذه الأفكار خطيرة لا بد من مواجهتها منعا للتوتر بين الناس، وتجنبا لتداعيات ساخنة لا تحمد عقباها، سواء داخل الوطن الأمريكي أو خارجه.
قام المعترضون على فكرة "الجدار"، داخل أمريكا وخارجها، بتقديم فكرة "الجسر" في مواجهة "الجدار". فإذا كان الجدار وسيلة للفصل بين الناس، فإن الجسر وسيلة للربط بينهم. ودعا بعض المعترضين إلى إعادة التفكير في مسألة الفصل بين الناس؛ ورفعوا من أجل ذلك شعارا يقول "فلنجعل أمريكا تفكر مرة أخرى"؛ وهو شعار يشابه في الصياغة ويختلف في المعنى عن شعار حملة الرئيس الانتخابية وهو "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". ولا شك أن إعادة التفكير في أي أمر هي محاولة لإصلاح ما يمكن أن يتضمنه من أخطاء.
مواقع النشر (المفضلة)