حكم استخدام التاريخ الميلادي (فتاوى وأقوال العلماء)
قال العلامة الفوزان - حفظه الله- في سرده لمظاهر موالاة الكفّار:
"التأريخ بتاريخهم؛ خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كـ: (التاريخ الميلادي)! والذي هو عبارة عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام، والذي ابتدعوه من أنفسهم وليس هو من دين المسيح عليه السلام، فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم!
ولتجنب هذا لما أراد الصحابة - رضي الله عنهم - وضع تاريخ للمسلمين في عهد الخليفة عمر - رضي الله عنه - عدلوا عن تواريخ الكفار، وأرّخوا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما هو من خصائصهم - والله المستعان" ا.هـ
"الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد" 1/377.
ومما جاءَ في فتاوى اللجنة الدائمة:
"الواجب البقاء على التاريخ الهجري، كما درج عليه المسلمون من عهد الفاروق -رضي الله عنه - إلى اليوم، وهو شرف للأمة!"
ا.هـ
36/398
**
"س: ما حكم التعامل بـ (التاريخ الميلادي)، مع الذين لا يعرفون (التاريخ الهجري)؟ كالمسلمين الأعاجم، أو الكفار من زملاء العمل؟
ج: لا يجوز للمسلمين التأريخ بالميلادي؛ لأنه تشبه بالنصارى! ومن شعائر دينهم! وعند المسلمين- والحمد لله- تاريخ يغنيهم عنه، ويربطهم بنبيهم محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وهو (شرف عظيم) لهم! وإذا دعت الحاجة يجمع بينهما"
ا.هـ
26/399
**
"...شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي أجمع عليه الصحابة - رضي الله عنهم -،
وأرَّخوا به بدون احتفال، وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرنا إلى يومنا هذا؛
لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن (التاريخ الهجري) والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض، كـ (التاريخ الميلاديّ)! فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.."
ا.هـ
26/410-411
وللعلاّمة العثيمين -رحمه الله-:
"خطرُ العدولِ عن (التاريخ الهجري):
إن المسلمين حين كثروا وانتشروا في الأرض، وحدثت لهم معاملات وأحوال غير الحال الأولى؛ احتاجوا إلى أن يجعلوا تاريخًا يمشون عليه، وكان ذلك في عهد (عمر بن الخطاب) - رضي الله عنه-.
فمنهم من قال: نبتدئ تاريخ السنة من ربيع الأول؛ لأنه الشهر الذي أُنزل فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي أول ما نزل
ولأنه الشهر الذي هاجر فيه صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة وكوَّن الدولة والأمة.
ولكن استقر الرأي على أن يكون أول السنة (شهر المحرم)؛ لأنه حين ينتهي الناس من موسم الحج وينصرفوا عنه.
والحج كما نعلم هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فيكون المسلمون قد أنهوا هذا الركن العظيم واستراحوا بعده ولاسيما فيما سبق من الزمن، حيث كانوا يتعبون في الوصول إلى مكة وفي الرجوع منها، فرأوا أن ابتداء السنة يكون في (الشهر المحرم)
وهذا الرأي رأي موفق وسديد!
ولا ينبغي لنا نحن معشر المسلمين أن نتحول عنه إلى تاريخ الأمة الكافرة التي تبني ميقاتها على أشهر (وهمية)! ليس لها أصل؛ وإنما هي اصطلاحية فقط
ثم ينبغي لنا -أيضًا- ألا نعتبر السنوات الميلادية؛ لأن لدينا السنوات الهجرية التي هي رمز عزتنا وقوتنا وكرامتنا!
وإننا لنأسف أن بعض الناس اليوم -وهم قلة- ذهبوا يؤرخون بالتاريخ الميلادي، وتنكبوا عن تاريخهم الهجري الإسلامي الذي وضعه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واتفق عليه المسلمون!
ولم نجد أحدًا من العلماء يؤرخ فيما سبق بالتاريخ الميلادي أبدًا
إنما يؤرخون بالتاريخ الهجري: تولى الخلافة سنة كذا وكذا، يعني: من الهجرة
ولد العالم الفلاني في سنة كذا وتوفي سنة كذا
حصل كذا في سنة كذا وكذا، بالتاريخ الهجري الذي وضعه الخليفة الثاني الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-....." ا.هـ
لقاء الباب المفتوح _ 26/3
ونرى من ثنايا كلام العلاّمة العثيمين -رحمه الله- أن التاريخ الهجري يبدأ من: شهر الله المحرم
أما هجرته عليه الصلاة والسلام؛ فكانت في: ربيع الأول
ولذا أورد هذه السطور لفضيلة الشيخ فركوس -حفظه الله-:
"...لا يخفى أنَّ (الأول من شهر الله المحرم) هو بداية التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، كذا أرَّخه الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالإجماع في الدولة العمرية
مخالفين في ذلك بداية التقويم السنوي للنصارى؛ حيث أرَّخوه من يوم ولادة المسيح عيسى عليه السلام
ومع ذلك لم تكن هجرة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في شهر المحرَّم
وإنما بدأت هجرته من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشر لبعثته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم
ووصل إلى قُباء لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين كما صرَّح به أهل الحديث والسيرة
ومنه يتبيَّن أنَّ شهر المحرَّم لم يكن موعدَ هجرته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وإنما كان ابتداء العزم على الهجرة في ذلك الشهر على أقوى الأقوال كما صرَّح بذلك الحافظ *** حجر -رحمه الله- بقوله: «وإنما أخروه من ربيع الأول؛ لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرَّم،
إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة فكان أول هلال استهلّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرَّم فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم"
ا.هـ
،،،
مقتطف من الكلمة الشّهرية: شهر الله المحرم (بدع ومحدثات)
مواقع النشر (المفضلة)