لماذا يُعد التضخم "سيئًا دائمًا"؟ وكيف نميزه عن ارتفاع الأسعار؟ (argaam.com)
في كتاب "التضخم: ما هو، ولماذا هو سيئ، وكيفية إصلاحه" المتوقع صدوره في شهر إبريل، يشرح المؤلفون الثلاثة ستيف فوربس، إليزابيث أميس، وناثان لويس ببساطة أسباب حدوث التضخم، ولماذا يعتبر أي مستوى منه سيئًا للاقتصاد والمجتمع على حد سواء.ويهدف المؤلفون من كتابهم إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة الكثيرة السائدة حول التضخم، ومن ثم يبدأون في شرح الكثير من الأساسيات التي باتت غائبة عن الأذهان، ومن بينها أن الأموال أولاً وقبل كل شيء هي مقياس للقيمة.- رغم أن تعريف الأموال على هذا النحو بسيط للغاية، إلا أن الحكومات عملت على مدى سنوات طويلة على تغيير مقياس القيمة، وخفض قيمة العملات، مما أدى إلى اضطراب حياة الأشخاص والمجتمعات.- ويؤكد المؤلفون أن هناك فرقًا كبيرًا بين ارتفاع الأسعار والتضخم، فالأسعار ترتفع وتنخفض طوال الوقت في اقتصاد السوق، بينما التضخم شيء آخر.- كما يؤكد المؤلفون أن الاقتصاديين والسياسيين الذين ليس لديهم أي فكرة عن التضخم، يقومون بربطه دومًا بارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن هذا خطأ كبير.- يعود ذلك لارتفاع الأسعار نتيجة للتضخم، وليست سببًا له، فعندما يحدث التضخم ترتفع الأسعار لأسباب ليس لها علاقة بالعرض أو الطلب، أو تفضيلات المستهلك، وإنما لأن قيمة العملة نفسها تنخفض.- ويشير المؤلفون إلى حقيقة مهمة وهي أنه عندما لا تصبح الأموال وحدة لقياس القيمة موثوقًا بها، يحدث اضطراب كبير في المجتمعات، ذلك لأن المال هو في الحقيقة ما يربط المنتجين معًا في جميع أنحاء العالم، ومن ثم فإن عدم استقرار قيمة المال، يمزق هذه الروابط.- وفي حين أن هناك إجماعًا على أن التضخم هو انخفاض لقيمة النقود، فإن المؤلفين يشيرون إلى أن الأموال تفقد قيمتها عندما تكون هناك كميات كبيرة منها.- وأشار المؤلفون إلى أن قيمة العملة يتم تحديدها في النهاية من خلال النسبة بين العرض والطلب، حيث يؤكد المؤلفون أن كثرة الأموال هي النتيجة المنطقية للتضخم الفعلي.- ويعطي المؤلفون أمثلة على انخفاض قيمة العديد من العملات، مثل العملات المعدنية الأولى التي وصلت إلى السوق في تركيا في القرن السابع قبل الميلاد، والتي فقدت قيمتها عندما اتضح أنها لا تحتوي على الذهب أو الفضة المفترض أن تحملهما حسب قيمتها الاسمية.- ويؤكد المؤلفون أنه في جميع الحالات التي انخفضت فيها قيمة العملة، يصبح هناك فائض في الأموال، وهو الأمر الذي يجب توقعه، فالتضخم يحدث أولاً ثم يتبعه فائض العرض.- تطرق المؤلفون في كتابهم إلى العملات الرقمية أيضاً، مشيرين إلى أن العملات الرقمية التي تم اختراعها كبديل للعملات الحكومية، تعاني من التقلبات أكثر من العملات الحكومية نفسها التي جاءت لتكون بديلاً لها.- وفي النهاية يرى المؤلفون أن المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد يمكن حلها من خلال التخلص من المعتقدات القديمة التي ساهمت في حدوث الأزمة الحالية، بما في ذلك أن بإمكان البنوك المركزية تحقيق الازدهار من خلال خلق الأموال من فراغ.- وأيضاً الفكرة المغلوطة القائلة بأن الاستقرار الاقتصادي يتطلب القليل من التضخم، وهي الأفكار التي ظلت سائدة لفترة طويلة وتسببت في المزيد من التضخم والأزمات الاقتصادية.
المصدر: فوربس
مواقع النشر (المفضلة)