ذكر الله والدعاء من محطات تغذية قلب المسلم بالطمأنينة وراحة البال
كان النبي يعلمها لأصحابه لمواجهة الضغوط ولمصارعة الهموم والغموم ومشقات الحياة .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله لفاطمة رضي الله عنها : «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ». رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم
ويقال هذا الدعاء عند الصباح والمساء، وعند الكرب والشدة, وفي سائر الأوقات لأن العبد مفتقر إلى الله تعالى في كل وقت وحين
وكان ما يحز به أمر إلا رفع رأسه إلى السماء وردد هذه الكلمات .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي قال :« ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال : اللهم أني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القران ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبد له مكانه فرحا » رواه أحمد
وفي رواية للترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله « دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت
( لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ) »لم يدع به مسلم في شيء قط إلا استجيب له .
وجاء خالد بن الوليد رضي الله عنه يشتكي إلى النبي فيقول : يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق فقال النبي «إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضيين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو يبغي علي .. عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت » رواه الترمذي
وهناك نفوث تعيش خوفاً مزمناً من قدَر يفاجئها، أو مرض يقعدها، أو بلية تحطمها، تعيش خوفاً وهلعاً على الرزق، على المال، على الذرية، على المنصب، تخاف من الموت فتتهيب من السير في دروب الحياة، وتصاب بالوسواس والهواجس، ويغشاها الجمود والكسل، فتضعف القوى، وتفنى الأجساد، فما أشقى الحياة وما أتعس الحظ وأخيب السعي من هذه البذرة التى نمت في القلوب .
فأين هذه القلوب من قوله تعالى : ( وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ ) (سورة يونس 107)
فاستعن واستغث بالذي بين يديه قلوب الخلق وقل كما قال نبيك محمد « رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَيَسِّرْ لِيَ الْهُدَى ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ، إِلَيْكَ مُخْبِتًا ، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي » رواه ابو داود
نسأل الله أن يرزقنا نفوساً مطمئنة، وصدوراً مشروحةً وقلوباً سليمةً من الشبهة والشهوة إنه سميع مجيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مواقع النشر (المفضلة)