أنت وأنا وكل شخص، عندما نتعامل مع أسواق المال ونستثمر في بيع وشراء الأسهم لا نهدف إلا لتحقيق الربح، ولا نرغب في مجرد التفكير بالخسارة، مع أننا نعلم أنها واردة وممكنة، والمشكلة أن الربح في أية صفقة يعطينا نوعاً من الثقة قد تكون أكبر مما يجب بأننا يمكن أن نربح في كل مرة وأن مهاراتنا وقدراتنا الفائقة هي العامل الحاسم في تحقيق الربح وأن الخسارة حين تقع يكون السبب فيها وجود أسباب غير طبيعية قد تكون نوعاً من تلاعب الكبار أو تضليل ناتج عن التحليل أو تصديق الأخبار.
ومما لا شك فيه أن الخبرة والمهارة عاملان حاسمان في تحقيق الأرباح عند الاستثمار في سوق المال، وأن التضليل والتلاعب وأخطاء التحليل تتسبب في وقوع الخسائر. لكن الأهم من كل ذلك هو الفهم الذي نحمله أو الفلسفة التي نتبناها عندما ندخل هذا النوع من الاستثمار وأعني الاستثمار في الأسهم وأسواق المال والتي تنعكس على فهمنا وكيفية تعاملنا مع كل المتغيرات والظروف التي تتفاعل في الأسواق.
أريد في هذا المقال أن أعرض للمستثمر بمنتهى البساطة والاختصار عشرة حقائق يجب أن يأخذها بالاعتبار لتكون أساساً يبني عليه استراتيجية واقعية عند الاستثمار في سوق المال. وسوف ترى أن هذه الحقائق إما بديهيات لاتحتاج إلى إثبات لكننا ننساها ونتغافل عنها. وإما ممارسات أثبتت التجارب الكثيرة والطويلة صحتها حتى تحولت إلى قواعد . فانتبه لها وتذكرها جيداً:
لا يوجد استثمار مضمون أو خالي تماماً من المخاطر لأن مفهوم الاستثمار هو التضحية بقيمة حالية مؤكدة لتحقيق قيمة مستقبلية متوقعة أي غير مؤكدة.
يكون الاستثمار مجدياً إذا كانت عائداته السنوية أكبر بنسبة مقبولة من العائد على الودائع مضافاً إليه نسبة التضخم.
لا تصدق من يحدثك عن استثمار بعوائد مغرية ونسب أرباح خيالية لأن مخاطرها ستكون خيالية كذلك. وتذكر أن البنوك حين تستثمر أموالها تقبل بنسب لاتزيد عن 10% في السنة.
نتيجة الاستثمار من أرباح وخسائر تحسب على أساس سنوي وليس على أساس كل صفقة أو خلال مدد زمنية قصيرة.
الاستثمار طويل الأمد بالأسهم أكثر أماناً من المضاربة. ومع أن عوائد المضاربة قد تكون أعلى لكن مخاطرها أكبر.
انخفاض السعر الحالي عن سعر الشراء لا يعتبر خسارة فعلية إلا عند بيع الأسهم وهناك أساليب علمية للمناورة والخروج بأقل خسارة فعلية أو بخسارة قابلة للتعويض.
ارتفاع السعر الحالي عن سعر الشراء لا يعتبر أرباحاً فعلية إلا عند البيع وجني الأرباح وتأخير البيع عن الوقت المناسب قد يحول الربح إلى خسارة.
المستثمر المحافظ يبحث عن أقل المخاطر حتى لو انخفض العائد وهذه السياسة تعتبر ناجحة إذا كانت عائداتها السنوية أفضل من عائد الفرصة البديلة.
المستثمر المغامر يبحث عن أعلى عائد حتى لو زادت المخاطر ولكي تنجح هذه السياسة لا بد من امتلاك القدرة على المناورة السريعة والدقة في توقيت قرارات الشراء والبيع ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة.
لا تغامر بالاستثمار بالمال الذي تحتاجه لتلبية متطلبات الحياة الأساسية والضرورية ولكن بمبالغ زائدة عن الحاجة حتى تستطيع المناورة والانتظار ولا تقترض للاستثمار في الأسهم.
تذكر هذه الحقائق وحدد حجم محفظتك الاستثمارية المناسب وابحث عن الخبرة الحقيقية عند أهلها المتخصصين ومن يملكون أحدث أدوات التحليل وضع نسبة ربح واقعية مستهدفة على أساس سنوي والتزم بنسبة محددة ومدروسة لجني الأرباح ووقف الخسائر. بهذا تجعل احتمالات الربح أكبر من احتمالات الخسارة وهذا يعني أنك سوف تخسر في بعض االمرات لكنك سوف تربح في مرات أكثر.
مواقع النشر (المفضلة)