أعلنت السويد والدنمارك مؤخرًا عن خطط لطرح جوازات سفر رقمية للملقّحين ضد فيروس كورونا، مما أعاد إثارة الجدل حول جدوى استخدام هذه الوثائق الصحية كطريقة لتخفيف عمليات الإغلاق التي تعيق تعافي الاقتصاد العالمي.
ويقول المؤيدون لإصدار هذه الجوازات إن تحديد الأشخاص المطعمين ضد فيروس كورونا، يمكن أن يساعد في إعادة استئناف رحلات الطيران وغير ذلك من خدمات توقفت بسبب كورونا، في حين أثار المعارضون مخاوف متعلقة بالخصوصية والصحة والتمييز.
ما هي جوازات السفر الصحية؟
- يشير مصطلح جواز السفر الصحي إلى الوثائق الورقية أو الرقمية، التي تؤكد أن صاحبها من غير المرجح أن يُصاب بمرض ما أو ينشره، وستؤكد الشهادات الصحية الخاصة بفيروس كورونا المستجد واحداً من ثلاثة أشياء، وهي أن حاملها تم تطعيمه ضد فيروس كورونا، أو أن نتيجة اختبار فيروس كورونا سلبية، أو أنه تعافى من الفيروس.- يرى المؤيدون لجوازات السفر الصحية أن استخدامها قد يسمح للحكومات بإلغاء بعض القيود التي فرضتها لكبح تفشي الوباء، مما يسمح للأشخاص بالسفر أو حضور الحفلات أو الذهاب للعمل.من جانبه يقول ريان وين، المستشار في معهد "توني بلير للتغيير العالمي": "لقد جربنا حلولاً مختلفة عديدة لإعادة فتح دور الضيافة والمراكز الرياضية والأماكن الأخرى المهمة، ليس فقط لاقتصادنا، وإنما أيضًا من أجل الرفاه العقلي للأشخاص".- يضيف ريان قائلاً: "في الحقيقة إن الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها فتح هذه الأماكن هي معرفة أن الأشخاص الذين يدخلونها ليسوا مصابين بفيروس كورونا".
أين تُستخدم جوازات السفر الصحية؟
- اختُبرت جوازات السفر الصحية من قبل الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم في الأشهر الأخيرة. على سبيل المثال، في وقت سابق من هذا العام أعلنت إستونيا أنها بدأت في اختبار "جواز سفر المناعة الرقمي"ـ في حين وضعت الصين أيضًا نظامًا يستخدم البيانات الطبية وبيانات السفر لمنح الأشخاص تصنيفًا باللون الأحمر أو الأصفر أو الأخضر، ويُظهر التصنيف احتمالية إصابة الأشخاص بفيروس كورونا، ومدى إمكانية تجولهم بحرية أم لا.- كما صرحت تشيلي في شهر أبريل بأنها ستصدر شهادات للأشخاص الذين تعافوا من كورونا، فيما قالت وزارة الصحة الهندية أيضًا إن كل شخص تم تطعيمه ضد فيروس كورونا سيحصل على شهادة إلكترونية تعتمد على رمز الاستجابة السريعة. وعلى نطاق أصغر جعلت جامعة إلينوي الدخول إلى مباني الحرم الجامعي معتمدًا على الاختبارات السلبية.- في الوقت نفسه بدأت العديد من شركات الطيران في تجربة جواز السفر الصحي الرقمي للتحقق من الاختبارات التي تم إجراؤها في البلدان المختلفة، كما أعلن اتحاد النقل الجوي الدولي أنه سوف يطلق جواز سفر صحياً رقمياً هذا العام، سوف يتضمن بيانات تطعيم الركاب ضد فيروس كورونا.أبرز المخاوف المتعلقة بجوازات سفر كورونا
- حذر خبراء صحيون وقانونيون من أن يتسبب "جواز سفر المناعة" الذي سيمنح الأشخاص الذين تعافوا من كورونا مزيدًا من الحرية، في دفع باقي الأشخاص لمحاولة الإصابة بالفيروس،على أمل أن يصبح لديهم مناعة ضده ويحصلوا على هذا الجواز. من ناحية أخرى هناك تشكيك في الأساس العلمي لجواز سفر المناعة، حيث لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين يتعافون من كورونا محصنين من الإصابة مرة أخرى به أم لا، وإذا كانوا كذلك فإلى أي مدة سوف يظلون محصنين من الإصابة الثانية.- قالت ألكسندرا فيلان خبيرة الأمراض المعدية في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة إن جوازات السفر الصحية المعتمدة على نتائج الاختبارات السلبية لها مدة صلاحية قصيرة، وذلك لأنه من الممكن أن يلتقط الأشخاص الفيروس في أي وقت بعد إجراء الاختبار، كما أشارت فيلان إلى هيمنة الدول الغنية على صفقات **** اللقاح حيث تكافح الدول الفقيرة من أجل **** حصة قليلة، ولذلك فإن ربط السفر بالتطعيم قد يجعل سكان الدول الغنية فقط هم القادرون على السفر.
المصدر: جلوبال سيتيزين
مواقع النشر (المفضلة)