تكمن المشكلة الرئيسية لدى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حالياً في أنه يستغل سوق الأسهم كأداة لإظهار مواهبه السياسية، ولكن الحرب التجارية مع الصين ربما تعرض المكاسب التي حققتها "وول ستريت" لخطر الفقدان، وفقا لـ"التليجراف".
ولاحظ مراقبون نمطاً متكرراً من "ترامب"، فكل مرة تنخفض فيها سوق الأسهم الأمريكية، يخرج بتغريدة إيجابية على حسابه بموقع "تويتر" يتحدث فيها عن مفاوضات تجارية جيدة مع الصين كي تتجه مجدداً نحو الصعود.
تأثير متلاشٍ
- يرى محللون أن تأثير تغريدات "ترامب" الإيجابية بدأ في التلاشي، وأسفر ذلك عن خسائر سجلها مؤشر "s&p 500" بحوالي 4% خلال أغسطس، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي يخاطر بفوزه في انتخابات الرئاسة عام 2020.
- وصف البعض هذه التغريدات بمثابة محاولات من"ترامب" لدفع أسعار أصول منخفضة إلى الارتفاع نحو مستويات معينة.
- في ظل التصعيد بين واشنطن وبكين، فإن خيارات "ترامب" لدعم سوق الأسهم الأمريكية قد نفدت على ما يبدو، وهو أمر يدق ناقوس خطر ينذر بنهاية وجوده في البيت الأبيض بعد انتخابات العام المقبل.
- لا يخفى على أحد أن "ترامب" يريد المزيد والمزيد من الانتعاش في سوق الأسهم كي تكون ورقة رابحة في يده عند خوض السباق الرئاسي، وربما يكون ذلك وراء الضغط المتواصل منه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" لحثه على خفض الفائدة.
- اتضح ذلك جليا عندما تساءل "ترامب" في تغريدة عن أيهما العدو الأكبر للولايات المتحدة: رئيس الفيدرالي "باول" لعدم خفضه الفائدة مما يدعم سوق الأسهم أم رئيس الصين "شي جين بينج"؟
- أيضا عندما أعلنت الصين فرض رسوم جمركية على واردات من سلع أمريكية، رد "ترامب" بقوة على ذلك حيث أمر شركات بلاده بالبحث عن بديل لبكين والاستعداد لنقل أنشطتها إلى الولايات المتحدة.
تدخل متناقض
- ظهر تناقض "ترامب" بعد تهديداته للصين، فقد بدا متخوفاً من ردة فعل عنيفة للأسواق، وهو ما جعله يصرح بعدها أن واشنطن تلقت اتصالا من بكين تبدي فيه رغبتها استئناف المفاوضات، وهو ما نفته الصين لاحقاً.
- ارتكب "ترامب" خطأ فادحا عندما أعلن عن رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات من سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار بداية من سبتمبر، ثم أعلن لاحقا تأجيل فرض رسوم على البعض منها حتى منتصف ديسمبر، ثم عاود الإعلان عن فرضها في موعدها السابق مجددا.
- يعد ذلك خطأ لسببين الأول أنه يتناقض مع تصريحات "ترامب" بأن الصين هي من تدفع ثمن الحرب التجارية لا المستهلكين الأمريكيين، وهو ما ظهر في اعترافه لاحقاً بأن المدير التنفيذي لـ"آبل" "تيم كوك" أبلغه بأن فرض رسوم على الجوالات سيضر مبيعات "آيفون" والوضع التنافسي للشركة مع "سامسونج".
- السبب الثاني هو أن الصينيين أصبحوا على يقين بمدى الغضب الذي يصيب "ترامب" من أي انخفاض في سوق الأسهم الأمريكية، فهي نقطة واضحة فيه ربما تستغلها بكين لصالحها.
- أعلنت الصين أن تأثير الحرب التجارية على اقتصادها ضئيل، وأن بياناتها التجارية أفضل من التوقعات بدعم من زيادة الصادرات وانخفاض الواردات، وبلغ الفائض التجاري لبكين أمام الولايات المتحدة 168.5 مليار دولار في الفترة من يناير إلى يوليو.
- على أثر هذه البيانات، يبدو أن "ترامب" يخسر الكثير في حربه التجارية مع الصين التي تربح العديد من الجولات ضد واشنطن على ما يبدو لا سيما حين تنخفض سوق الأسهم الأمريكية ويقترب موعد انتخابات الرئاسة.
مواقع النشر (المفضلة)