في حال سألت خبير في الاستثمار عن الصندوق الاستثماري المناسب للاستثمار، سيؤكد لك أنه ليس بالضرورة أن يكون الأداء المستقبلي للصندوق الاستثماري مُتعلّق بالأداء السابق له. أي إذا كان أداء الصندوق الاستثماري جيدا خلال الفترة الماضية فأنه ليس شرطا أن يستمر بنفس الجودة.
صحيح أنّه من السهل تحديد أفضل صندوق استثماري، ولكن هذا لا يعني أنه سيظلّ هكذا. وعلى الرغم من ذلك، إذا أخذت الوقت الكافي لمتابعة الصناديق الاستثمارية بالتفصيل، ستتغلب على مشكلة اختيار الصندوق الاستثماري المناسب.
ولاختيار الصندوق الاستثماري المناسب لك، يمكنك مراجعة هذه النصائح والخطوات لاتخاذ القرار الذي تراه مناسبا.
مراجعة احتياجاتك وأهدافك
إنّ معرفة احتياجاتك وأهدافك وقدرتك على تحمّل المخاطر مهم جداً، يجب أن تقضي بعض الوقت بالتفكير لمعرفة ما تريد بالفعل من الاستثمارات الخاصة بك، لتصل الى الحقائق والأهداف المالية التي تريدها.
مراعاة الوقت الذي تستطيع الاستثمار به
يجب عليك التفكير في المدة الزمنية التي تحتاجها لاستعادة رأس مالك الاستثماري. فالأطر الزمنية تختلف باختلاف الهدف المنشود، وتؤثر على المخاطر التي ستتحمّلها.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد حفظ راتب تقاعدي خاص بك خلال 25 عاما، يمكنك أن تتجاهل الانخفاضات قصيرة الأجل في قيمة الاستثمارات الخاصة بك والتركيز على المدى الطويل. وبشكل عام فعلى المدى الطويل، تميل الاستثمارات غير حسابات التوفير النقدية، إلى منحك فرصة أفضل للتغلب على التضخم والوصول إلى هدف المعاش التقاعدي.
وضع خِطّة استثمارية
بمجرد أن تتضح أهدافك واحتياجاتك، وتكون قد قيّمت المخاطر التي تستطيع تحمّلها، يجب عليك وضع خطتك الاستثمارية. فسيساعدك هذا على الاختيار السليم للخيارات الاستثمارية المناسبة لك.
والقاعدة الجيدة هي البدء بالاستثمار في الصندوق الاستثماري المنخفض المخاطر حسب معايير المحاسبة الدوليّة. ثمّ إضافة حصة في صندوق استثماري متوسط المخاطر. ولا تبحث عن الاستثمارات عالية المخاطر إلا بعد إنشاء محفظة استثمارية جيدة والتأكد من قدرتك على تحمل مخاطر عالية.
تنويع المحفظة الاستثمارية
القاعدة الأساسية للاستثمار هي تحسين فرصك في الحصول على عائد أفضل وزيادة القدرة على قبول المخاطر. فيمكنك إدارة وتحسين التوازن بين المخاطر والعوائد من خلال نشر استثماراتك عبر أكثر من نوع من الصناديق الاستثمارية في القطاعات المختلفة التي لا تتحرك أسعارها بالضرورة في نفس الاتجاه – وهذا ما يسمى تنويع المحفظة الاستثمارية.
اتخاذ القرار حول كيفية الاستثمار
يجب عليك اتخاذ القرار حول الصناديق الاستثمارية التي تريد الاستثثمار بها، وذلك حسب أهدافك من الاستثمار، والمدة الزمنية المتاحة لك، وخطتك الاستثمارية، وأداء الصندوق الاستثماري، وتاريخ مديره وهل أداؤه أفضل من المؤشر الاسترشادي أم لا، وعلى الرسوم الإدارية المطلوبة.
وفي حالة عدم الرضا عن أداء أحد الصناديق الاستثمارية التي تستثمر بها فعليك بسحب أموالك من هناك، واستبدال الصندوق بآخر أفضل في الأداء.
التحقق من الرسوم الإدارية
هناك رسوم إدارية يتم دفعها للمدير المالي المسؤول عن إدارة الصندوق الاستثماري. وهي تختلف حسب نوع الصندوق الاستثماري، فمثلا الصناديق الاستثمارية المفتوحة تتطلب الكثير من المتابعة المستمرة بحيث يتم تقييم الصندوق مرتين في الأسبوع، لأنّها تتميز بمرونة رأس المال والسماح بدخول أموال استثمارية وخروجها بسلاسة، وبالتالي يكون مدير الصندوق الاستثماري نشيط والرسوم الإدارية أعلى. والرسوم الإدارية للصناديق الاستثمارية المغلقة عالية نسبيا وقريبة منها في الصناديق المفتوحة.
أما صناديق المؤشرات المتداولة فالرسوم الإدارية فيها قليلة، لأنّ الإدارة فيها غير نشيطة، ولا تتم المتابعة الإدارية بشكل مُكثّف. وإذا رغبت في أخذ النصيحة من متخصصين في الاقتصاد والاستثمار فيوجد رسوم إدارية لهم.
متابعة أداء الصندوق الاستثماري
يجب عليك متابعة أسعار الوثائق في الصناديق الاستثمارية التي ساهمت فيها، وذلك للتأكد من تحقيق الصندوق الاستثماري لأهدافك ومتابعة أداء محفظتك الاستثمارية بشكل دوري.
وفي النهاية لابد أن يكون هدف الصندوق الاستثماري هو الحرص على الحفاظ على رأس مال المساهمين في الصندوق، مثل ما يحدث في صناديق المرابحة وصناديق المضاربة بالسّلع، أو تحقيق دخل استثماري مثل صناديق التوزيعات النقديّة بحيث يتم توزيع الأرباح النقديّة بشكل سنوي أو نصف سنوي أو ربع سنوي على المستثمرين. وهناك أيضا الصناديق الاستثمارية التي تهدف للنمو، وهذه الصناديق تقوم باستثمار الأرباح في نفس الصندوق من جديد بهدف تحقيق نمو أكبر.
مواقع النشر (المفضلة)