يتزايد اتجاه الشركات حول العالم نحو السيارات الكهربائية، كما وضعت بعض الدول خططًا لحظر بيع السيارات العاملة بالبنزين، ولكن يعيق ذلك الحماس المخاوف بشأن عمر البطارية ومدى حاجة السيارة للشحن.
ولكن قد يتغير الأمر كثيرًا إذا أصبح بالإمكان شحن السيارة أثناء تنقلها، وبالفعل تختبر العديد من شركات السيارات والمرافق والبنية التحتية التكنولوجيا التي تعد بالسماح للسيارات والحافلات الكهربائية بالشحن أثناء التنقل. وتنطوي العملية المعروفة باسم الشحن الديناميكي على منصات تحت الطرق تنقل الكهرباء لاسلكيًا إلى أجهزة الاستقبال المثبتة أسفل السيارات، وفي بعض المركبات الكبيرة تنقل إلى الأسلاك العلوية مثل تلك المستخدمة في الترام. وتعاونت "رينو" مع "إليكتريكت دو فرنسا إس إيه" لاختبار الشحن الديناميكي في شوارع باريس، وفي السويد، طورت "سكانيا" شاحنة مع "إي .أو إن" يمكن شحنها من أعلى وجاهزة لإنتاجها بصورة ضخمة. ولكن لا يزال الشحن الديناميكي موضع تساؤل من الناحية المالية، لأن حتى الشركات المعنية تقول إنها بحاجة إلى إيجاد طرق لتقليل تكلفة ربط الطرق بالشبكة وجعل التكنولوجيا مجدية اقتصاديًا. وأشار تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" إلى أن أي إطلاق لتلك التكنولوجيا سيكون مقتصرًا على المدن وطرق النقل والشاحنات الرئيسية بسبب الاستثمار الضخم في البنية التحتية اللازمة. ويعتبر الجهد المبذول لشحن السيارات أثناء التنقل مكملاً وليس منافسًا للطريقة التقليدية لشحن السيارات الكهربائية. وذكر "رام شاندراسيكاران" المحلل لدى شركة استشارات الطاقة "وود ماكينزي" قائلاً: القلق بشأن المدى، ونفاد الشحن قبل الوصول إلى وجهتك، هو أحد أكبر العقبات التي يواجهها المستهلك في اعتماد السيارات الكهربائية. وتأمل الشركات المشاركة في تطوير تكنولوجيا الشحن الديناميكي أن تساعد في تغيير النظرة للسيارات الكهربائية، هذا وتقدر "رينو" أنه يمكن دمج تلك التقنية في سياراتها بحلول نهاية العقد، كما قد تسمح لها باستخدام بطاريات صغيرة أرخص. وفي الوقت نفسه، أنفقت "سكانيا" التابعة لـ "فولكس فاجن" ملايين الدولارات على بث حياة جديدة في تقنية قديمة وهي شحن الشاحنات باستخدام البانتوجراف، وهي الوصلة المثبتة على السقف بالأسلاك العلوية التي تستخدمها عربات الترام في المدن. وتم تمويل مشاريع "سكانيا" مع "سيمنس" و"إي.أو إن" جزئيًا من قبل السويد وألمانيا، وقالت الشركة إنها مستعدة لإنتاج شاحناتها الكهربائية ذات الشحن الديناميكي بكميات كبيرة، في حين تعمل السلطات السويدية على مقترحات لكهربة 2000 كيلومتر أو 1242 ميلاً من الطرق للمركبات الثقيلة بحلول عام 2030. ولكن تقدر "سكانيا" تكلفة كهربة كيلومتر واحد من الطرق السريعة عند حوالي 2.5 مليون دولار. وذكر "أليكس جروزن" المدير التنفيذي لشركة "وي تريستي" – التي تمتلك براءات اختراع للعديد من التقنيات اللاسلكية – أن هذه التكلفة جنبًا إلى جنب مع توافر طرق الشحن الأخرى وانخفاض أسعار البطاريات تعني أن طرح الشحن الديناميكي ليس أمرًا مقنعًا من الناحية الاقتصادية.
المصدر: وول ستريت جورنال
مواقع النشر (المفضلة)