تعتمد أسواق الأسهم في أساسها ومجالها على عدة أمور علمية ومالية ونظراً لأن حركتها تتم بجزء من الثانية فصارت تعتمد في شقها الآخر على العوامل النفسية
فالأدوات المستخدمة في أسواق المال هي مالي وفني ونفسي وليس ذلك جديداً لكن للتأسيس على مابعده فأي متداول يملك تلك الأدوات ويتمكن منها فهو عملة نادرة جداً وهو المستفيد الأكبر من أسواق المال، وفي العادة أن من يملك تلك الأدوات هي مؤسسات مالية ضخمة يكون لها أذرع وموارد بشرية وكفاءات قادرة على أن تحيط وتستثمر تلك الأدوات في تعزيز مكاسبها في أسواق الأسهم
وعلى جانب التداول الفردي لاتكاد تجد متداول قادر على أن يبني قراره على جانب مالي وفني ونفسي ويكاد يكون غير موجود في الساحة وبين الناس لأن مثل هؤلاء يتم استقطابهم للشركات والمؤسسات فهم مرجع فريد من نوعه
وحين جاءت المنتديات ثم التواصل الاجتماعي زادت من قوة تأثير تلك الأدوات الثلاثة ولكن الجانب الأخطر هو الجانب النفسي حيث أصبحت بؤرة لبث الرعب في نفوس المتداولين للبيع في وقت الشراء وفرصة لبث التطمينات في وقت البيع
ومع وجود المرونة للكتابة لكل من يريد فأصبح المبتدئ يساهم في خلق بيئة رعب أو بيئة جذب بخلاف الواقع
ولهذا بعض المحللين يتاثرون بشكل أو بآخر من قوة الرعب الذي ينتشر في المنتديات ووسائل التواصل فيجعله مترددا في استخدام الأدوات الفنية لمعرفة التوجه الأكثر احتمالاً
وفي خضم ذلك كله برزت شخصية مختلفة تماما ولنوعيتها أصبحت ظاهرة واسميها ظاهرة السليمي
وهي وجود فرد واحد متمكن من الأدوات المالية والفنية والنفسية وليس فقط التمكن بل عرض ماأتاه الله من علم لعامة الأفراد بل ويجاهد بالعلم كل من يخترق أو يعبث أو يستغل بقصد أو غير قصد تلك الأدوات فصار يرابط لمقاومة العامل النفسي حتى في أكثر الأوقات صعوبة وخطورة يظهر مباشرة لبث الطمأنينة بطريقة علمية وليس كلاما عاطفيا
وهذا كل تطوعا فرديا دون أي مقابل حتى أنه لايظهر باسمه الصريح وتلك ظاهرة نوعية كانت جديرة بالكتابة عنها
فماذا بينت ظاهرة السليمي
1- العلم مهما بلغت من تحصيله فإنه واسع وعميق وله أبعاده وخاصة في أسواق المال، فمن وجدته متمكنا متطوعا بعلمه فهي منحة من الله لك فتمسك به .
2- العامل النفسي له أثر بالغ الأثر في أسواق المال وهي أقوى الأدوات التي من يستطيع التحكم فيها فقد نال أعظم الربح، ومن لايستطيع فقد خسر الكثير ولن يستطيع إلا التذمر من أسواق المال
3- وجود فئة بقصد أو غير قصد وقد تملك بعض أدوات التحليل لكنها غير مستوعبة لأثر العامل النفسي وقدرته على تغيير معرفة اتجاه السهم
4- عدم اللوم على من يكافح فئة الناشرين للرعب سواء بنقل الأخبار أو التحليل الموجه
5- دعوات الناس أعظم مايناله المتطوع ويجدها في الدنيا والآخرة وعند الله والتي لاتقدر بثمن
أخيراً أسأل الله لك أباعبدالله الفردوس الأعلى من الجنان فقد كفيت ووفيت وبذلت
وأتشرف أن تكون مشاركتي الأولى هي هدية متواضعة لك فأرجو قبولها
مواقع النشر (المفضلة)