يعد تحليل العوامل من الطرق الحديثة والمبتكرة في مجالات الاستثمار المالي، والأسواق المالية, و الاقتصاد المحلي والدولي والتجارة وكل العلوم المتصلة بها، وهو أحد أدوات التحليل العلمي للأسهم، ومنها تحليل التباين وقياس قوة الارتباط والانحدار بين العوامل والمتغيرات المختلفة المرتبطة بها كمتغيرات تابعة وغير المرتبطة كمتغيرات مستقلة و بتفسيرها نستطيع حينئذ التنبؤ بسلوك السهم بدقة جيدة و تقليل نسبة المخاطرة أثناء تداول السهم و من ثمّ يمكن التنبؤ نسبيا بطريقة تطور هذه العلاقة في المستقبل، مما يمكِّن مدير الاستثمار أو المستثمر من اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح و إدارة محفظته الاستثمارية بكفاءة عالية. ترند كاست
تحليل العوامل هو أحد التقنيات التي تتضمن مجموعة من الأدوات الإحصائية المتقدمة والتي تستخدم لفهم نمط البيانات المتاحة وإيجاد العلاقة بين هذه المتغيرات ويشمل التحليل العاملي نوعين: تحليل العوامل الاستكشافي و تحليل العوامل المؤكّد، كما أن الوصول لاستخدام تحليل العوامل في سوق الأسهم أعطى تصورا مبتكرا لمعرفة الحركة التالية لاتجاه السهم والتي تعتمد على عدة متغيرات و تحليل التداول في الفترات الزمنية بين الأسهم، و ليس متغير واحد فقط و إهمال باقي المتغيرات.
تحليل العوامل الاستكشافي يستكشف المتغيرات و العلاقة بين المتغيرات و العوامل المؤثرة على السهم و يتميز بقابليته للقياس, بينما تحليل العوامل المؤكِّد يؤكد على العلاقة بين العوامل المؤثرة و يقيس صحة النموذج الإحصائي الناتج و مداه من عدم صحته.
و يتم تطبيق تحليل العوامل على فروق الأسعار و تشمل سعر إفتاح السهم و سعر إغلاق السهم و ارتفاع السهم و انخفاض السهم و القيمة و الزخم و تتأثر أيضا بالعوامل السوقية للسهم.
و إذا ما قمنا بتحليل العوامل لأسهم الشركات الرئيسة المدرجة في سوق الأوراق المالية و المساهمة في المؤشر الرئيسي في البورصة لأي دولة، نستطيع حينها رؤية التقلبات المستقبلية في سوق الأسهم، و استنتاج السهم الرائد في السوق، و معرفة اتجاه الأسهم التي تعتمد على الأفراد أو المجموعات، و معرفة اتجاه حركة كل سهم على حدى، و مقدار ارتفاعه أو انخفاضه بشكل نسبي.
فعلى سبيل المثال، إذا كان لديك سهم في الذهب في محفظة استثمارية، فعن طريق تحليل العوامل يمكن أن تجد حساسية السهم لسوق الذهب وحساسيته لأسعار الأسهم المرتبطة بصناعات و سوق الذهب، وهي العوامل التي تؤثر بشكل عام على أسهم الذهب..
كما يمكن أن يساهم تحليل العوامل في معرفة المؤشرات الاقتصادية المحلية و الدولية أيضا و المؤشرات المالية العامة التي تتصل بالتضخم و معدل الفائدة، التوقعات الإيجابية و السلبية، عائد توزيعات الأرباح، والعائدات المتخلفة، الضغوط البيعية و الشرائية، المكاسب أو الخسائر السابقة على المستويات الزمنية المختلفة، معدل السيولة. و تساهم أيضا بشكل كبير في إدارة رأس المال الاستثماري و تقليل نسبة المخاطرة على مستوى الأفراد الذين يبحثون عن أمنهم المالي و المؤسسات الاعتبارية المسؤولة عن استثمار أموال عدد من المستثمرين و على المستوى الدولي كذلك.
و على الرغم من أن تحديد العوامل التي تؤثر على السهم بدقة تشكل تحديا، فإن تحليل العوامل يتميز ببناء التوقعات اعتمادا على أسس علمية لتحليل الأسهم، و سهولة إدارة ثروات التجزئة، و قياس العوامل المشتركة الظاهرة، و المخفية، من المخاطر من أجل إعطاء المستثمرين والمستشارين رؤية أفضل على التنويع الحقيقي لمحافظهم، و تيسير التواصل الواضح و الفعال للمحافظ الاستثمارية والتي تميل إلى الارتباط المباشر بعوامل الاقتصاد الكلي.
مواقع النشر (المفضلة)