شهدت السوق السعودية منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عمليات تصحيح تأثر منها معظم القطاعات؛ هبطت خلالها السوق ما يزيد على 1400 نقطة، وذلك بعد اقترابها من عتبة 12000 نقطة بفارق بسيط يعد منطقة مقاومة عنيفة انهارت من عندها السوق إلى مستويات متدنية قريبة من 5000 نقطة إبان انهيار أسعار النفط عام 2014، وتحدثنا عن ذلك في مقالات سابقة، وذكرنا أن الظروف الحالية مختلفة عما كانت عليه آنذاك، ولا يعني ما حدث حينها أن يتكرر الآن.إذن: تعد منطقة 12000 نقطة مقاومة عنيفة وتاريخية، كما ذكرنا، ومن الطبيعي جدا أن تحدث عمليات تصحيح عند الاقتراب منها، فقد وصل المؤشر العام للسوق إلى 11954 نقطة بفارق بسيط عن هذه المنطقة، ودخل بعدها في عمليات تصحيح؛ فقد خلالها حتى الآن ما يزيد على 1400 نقطة متخطيا كل مناطق الدعم القريبة بدءا من متوسط 50 يوما عند 11600 نقطة، مرورا بـ 11400، وكاسرا الحاجز النفسي عند 11000 نقطة. الحقيقة، كانت السوق مهيأة لعمليات جني أرباح واسعة النطاق إلا أن تأخر ذلك جعلها تدخل في موجة تصحيح لا تزال مستمرة حتى الآن.ارتدت السوق من منطقة دعم مهمة أيضا عند 10600 نقطة، وهي قاع شهر تموز (يوليو) الماضي، التي شهدت فيه ارتفاعات قوية إلى مناطق قمتها القريبة من 12000، لذلك تعد هذه المنطقة مهمة في الفترة الحالية؛ كونها قد شهدت ارتدادا للسوق مرتين متفاوتتين تاريخيا، وهو ما يمنحها بعض القوة والأهمية.من الملاحظ خلال التصحيح الحالي ومنذ بدايته منتصف الشهر الماضي، أنه لم تصاحبه معدلات سيولة كبيرة؛ ما يعني احتفاظ كبار الصناديق والمستثمرين بمراكزهم، وعدم وجود موجة تدافع في البيع أو الدخول في مرحلة البير ***** Bear Market أو السوق الدببي (البيعي)؛ الذي تفقد فيه السوق ما لا يقل عن 20 في المائة من قيمتها مصحوبة بسيولة وأحجام عالية، وهو ما لم نره خلال التصحيح الحالي الذي يعد أحد المؤشرات المهمة على أن ما يحدث هو موجة تصحيح حتى لو امتدت لأكثر من 10600 نقطة؛ تعاود السوق بعدها استكمال مسارها الصاعد وتجاوز قمتها الأخيرة عند 12000 نقطة - بإذن الله.السؤال الذي طالما يتكرر في مثل هذه الأوقات، وبشدة بين أوساط المتداولين، هو: متى سينتهي التصحيح؟ الإجابة - ببساطة ودون أدنى تعقيد - هي عندما تعود السوق فوق متوسط 50 يوما، وتغلق أعلى منه لمدة يومين، وبسيولة كما كانت عليها قبل بداية التصحيح، ويقع متوسط الـ 50 حاليا عند 11550 نقطة، وهو متغير وينخفض كل يوم مع استمرار التصحيح.يهتم كبار المستثمرين بمتابعة متوسط 200 يوم الموزون weighted الذي غالبا يشهد تخارجا منهم عندما يتم كسره لأسفل، ومع كسر السوق هذا المتوسط لم نشهد عمليات تخارج واضحة أو واسعة النطاق رغم هبوط السوق أدنى منه بفارق 600 نقطة، ذلك يعني أن أسباب الهبوط استثنائية ووقتية ستتجاوزها السوق - بإذن الله - من خلال عوامل كثيرة تعطي إشارات تفاؤلية إلى أن السوق لا تزال في موجة صاعدة، منها: تحسن أسعار النفط، والميزانية، وتقليص العجز، والنهضة الاقتصادية التي تعيشها المملكة من كل الجوانب.
مواقع النشر (المفضلة)