" وكنت على الشاطئ في هاواي ،
عائدا الى الولايات المتحدة من رحلة الى الصين ،
عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من الرئيس (بيل كلنتون )
الذي اراد ان يعرف اذا كان من المعقول
فرض عقوبات تستهدف مثلا صناعات يسيطر عليها الجيش الصيني " --- عام 1994----
هذا ماقاله بريجنسكي في كتابه (الفرصة الثانية)
كان بريجنسكي مستشارا للامن القومي في عهد الرئيس كارتر ،
وهو احد كبار المنظرين للسياسة الخارجية الامريكية.
ذكرت هذه الحادثة لكي لا نقع ضحية للاعلام السطحي ،،
حيث يختصر المشكلة التجارية بين الدولتين في ترمب ،،
فما هي القصة ،،، ولماذا الان ؟؟
للموضوع بعد سياسي واضح ،،،
وكعادة الاقتصاد الدولي ،،، يستحيل فصله عن السياسة
فلنبدأ بجذور المشكلة في هذه الحلقة وبالله نستعين :
عندما سقط الاتحاد السوفييتي ،،، برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيده.
وترجم ذلك سيطرتها على المؤسسات الدولية و التجارة الدولية وغيرها.
حدث ذلك في عهد الرئيس بوش الاب في العام 1991.
بدأ الرئيس الامريكي حينها يتصرف كأنه الزعيم العالمي الفعلي بدون اي مباركة دولية رسمية.
واظهره الاعلام الامريكي بهذه الصفة ، واصبحت زيارة البيت الابيض علامة سياسية بارزة
لاي زعيم اجنبي .
فليس هناك نظير عسكري او سياسي للولايات المتحدة ،
وكل القوى الاخرى لا تعدو كونها اقليمية بشكل اساسي.
يرى بريجنسكي ان هذه الزعامة فرضت 3 تحديات كبرى :
1- ادارة علاقات القوة المركزية في عالم تتغير موازينه بسرعه ،،، وانتاج نظام عالمي
اكثر تعاونا .
( بمعنى الحفاظ على التفوق الامريكي ،،، واكسابه شرعية دولية)
2- احتواء النزاعات او انهاؤها
3- التعامل بفاعلية اكبر مع انعدام المساواة ،،، والتوافق مع الضمير العالمي.
(بمعنى تعزيز القوة الناعمة للولايات المتحدة)
طرح بريجنسكي حينها فلسفته للسياسة الخارجية الامريكية في كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى"
ساتناولها لاحقا.
لكنه وبعد خمسة عشر عاما ،،، اي في عام 2007 اصدر كتابه " الفرصة الثانية"
ويرى فيه ان الولايات المتحدة بددت كثيرا من قوتها ،،،
وانها اضاعت فرصة تاريخية عبر ثلاثة رؤساء مروا وهم بوش الاب ، كلينتون ، بوش الابن.
ابغى اختصر وكأني طولت ،،،،، لذا ساكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة 1
للحديث بقية .......
مواقع النشر (المفضلة)