هناك اتجاه متزايد في العالم الآن لاتباع نظام غذائي نباتي، وتقليل تناول اللحوم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان هذا الاتجاه سينتهي، أم أنه سيتطور، ويؤدي إلى انخفاض متواصل في كمية لحوم الأبقار المستهلكة.ورغم أن العديد من المؤشرات تدل على أن هذا الاتجاه سيتزايد أكثر، إذ زادت مبيعات الأطعمة النباتية في عام 2018 بنسبة 11%، لتصل قيمة سوق هذه الأطعمة إلى 4.5 مليار دولار، لكن ذلك لا يعني على الجانب الآخر تراجع مبيعات لحوم الأبقار، إذ بلغت قيمة صناعة لحوم الأبقار في الولايات المتحدة 105 مليارات دولار عام 2015.وتعلم شركات الأغذية النباتية مثل "إيمبوسيبل فودز" Impossible Foods أن معظم عملائها لا يزالون يأكلون البروتين ال*****ي، لكنها تستهدف خفض نسبة تناول اللحوم بقدر ما، ويهدف معهد الموارد العالمية "WRI" على سبيل المثال إلى أن يتناول الأشخاص شطيرة ونصف من البرغر على الأكثر في الأسبوع.ويقول "ريتشارد وايت" الباحث لدى "معهد الموارد العالمية" إنهم يساعدون الأشخاص الذين يأكلون اللحوم على اختيار أطعمة نباتية أكثر.الأغذية النباتية ليست دائماً صحية - يعتقد معظم الأشخاص أن النظم الغذائية النباتية تعد طريقة صحية أكثر لتناول الطعام.- وفقاً لاستطلاع أجرته شركة "مينتل" لأبحاث السوق قال 39% من المشاركين إن الصحة كانت الدافع الأساسي بالنسبة لهم لاختيار الأغذية النباتية.- لكن الأطعمة النباتية تنطوي على أطعمة صحية وغير صحية.- فعلى سبيل المثال يحتوي ساندوتش البرغر النباتي الذي تقدمه شركة "إيمبوسيبل فودز" على مكونات تشبه ساندوتش البرغر العادي المصنوع من لحم البقر، من حيث السعرات الحرارية والدهون.- كما يمكن إضافة مكونات أخرى إلى البرغر النباتي تماماً مثل البرغر ال*****ي، مثل الجبن والبصل المقلي.- ومثل هذه المكونات تزيد نسبة السعرات الحرارية والدهون، ومن ثم ليس من الضروري أن يكون الخيار صديق البيئة صحياً دوماً، أو يساعد على خسارة الوزن مثلما يعتقد البعض.- رغم الاهتمام المتزايد بتناول الطعام الصحي، إلا أن معظم الأشخاص لا يفضلون الأطعمة الصحية للغاية.- يشير "وايت" إلى أنه ليس معنى أن الأشخاص يقولون إنهم يهتمون بصحتهم، أن نفترض أن وصف الطعام بأنه صحي سيجعل الأشخاص يشترونه.- بغض النظر عما إذا كان الطعام النباتي صحياً أكثر أم لا، فإنه يساعد في النهاية على حماية البيئة، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة.- يشير "وايت" إلى أن بإمكان الشركات والجامعات والمستشفيات، وأي مكان يقدم الكثير من الأطعمة لعدد كبير من الأشخاص، الالتزام بخفض الانبعاثات المرتبطة بالطعام بنسبة 25% بحلول عام 2030.- هذا هو الاختبار الحاسم، فإذا نجح مناصرو البيئة في إبراز أهمية تقليل حجم اللحم البقري المستهلك، يمكن أن يتحول الاتجاه نحو الأطعمة النباتية السريعة، إلى اتجاه أكبر وأكثر وعياً واهتماماً بأزمة المناخ.المصدر: فوربس
مواقع النشر (المفضلة)