في البداية وعندما نتعرض للإساءة من الآخرين نشعر بالألم.
نحن نتكلم عن الألم العميق الذي لن يزول بكلمة " آسف" أو بمزحة عابرة خفيفة، نحن نتكلم عن ألم عميق وكره لمن قام بإيذائك .
تلك مشاعر طبيعية فلا تقلق من شعورك بها .
الكره مشاعر طبيعية تجاه من سلبنا سعادتنا ولكن الكره القوي ولفترة زمنية طويلة قد يسممك لو جعلته يستمر في حياتك، ويأخذ وقتاً طويلاً .
الكره مرض في القلب يحتاج لعلاج!.
تبدأ مرحلة العلاج الذاتي برؤية الشخص الذي آلمك بأنه * شخص ضعيف لا يجيد التعامل مع مشاكله الخاصة، وبالتالي يعامل الآخرين بطريقة سيئة كنوع من إسقاط الفشل. أحياناً أيضا قد ندرك * أن من أساء إلينا ليس شخصا شريرا وليس شيطانا! وهذا قد يجعلنا نفكر في عدم الانتقام خاصة أنه ليس الطريق الوحيد ليعيش الانسان مرتاحاً.
ولابد أن تتأكد أن كرهك للآخر ليس الطريقة المثلى لتنسى وتعيش سعيداً أو تداوى جراحك.
وتأكد ما أن تتخذ القرار بالتسامح ، فإن رحلتك إلى عالم الحرية الداخلية ستبدأ.
ولكن هناك نقطة مهمة لابد من ذكرها هنا وهي أن التسامح يأخذ وقتاً طويلاً وهو عملية يمر بها الإنسان وليس فقط رهين اللحظة!.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
قد نقرر أن نسامح عندما ندرك أننا تألمنا بما فيه الكفاية.
ولكن متى نسامح ومتى لا نسامح؟!
سؤال صعب!.
يقول الدكتور لويس سميديس :إن كثيرا من الناس يسألونه أليس هناك بعض الناس لا يستحقون أن نسامحهم ؟ وإجابته نعم!.
نعم صحيح أن بعض الناس لا يستحقون المسامحة، ولكن تذكر أننا هنا نتكلم عن ذلك التسامح الذي يتعلق بك كضحية، التسامح الذي يخرجك من دائرة الألم التي دخلت فيها.
دائما تذكّر هل الشخص الذي آلمك يستحق أن تفقد من أجله كل سعادتك وراحة بالك؟!
في النهاية التسامح عملية جراحية روحية صعبة جداً خاصة أنك أنت المريض وفي نفس الوقت أنت الجراح!
ولكنها عملية لابد منها رغم صعوبتها!!. فأن تقوم بها خير من أن تهرب منها أو تتجنبها! نجاح هذه العملية يتوقف على إرادتك وتفويض أمرك الى الله سبحانه وتعالى
تألم واغضب ولكن لا تجعل تلك الفترة تطول!
ربما ومن حقك أن لا تنسى الإساءة؛ ولكن اجعلها بمثابة تحدّ لابد من تجاوزه حتى تستعيد قوتك وراحة بالك..
قال تعالى ( و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم)
مواقع النشر (المفضلة)