شهدت السوق السعودية بعض التراجعات وعمليات جني الأرباح خلال الجلسات السابقة، لكنها استطاعت التماسك والارتداد بالمحافظة على منطقة 11000 نقطة، وهي منطقة الدعم الأول للمؤشر العام للسوق. كما أن السوق شهدت في أثناء تراجعها انخفاضا في معدلات السيولة، وهذه سمة إيجابية. وقبل هذه التراجعات، كان المؤشر العام يستمر في الصعود محققا أرقاما جديدة بدعم من بعض الشركات القيادية، خاصة من القطاع البنكي الذي ظل متمسكا بدعم ارتفاعات السوق بالتناوب بين شركاته، بينما كان معظم الشركات تتراجع وتكسر مناطق دعمها، وهو ما يعني أن الشركات سبقت المؤشر العام في عمليات جني الأرباح؛ بل مرحلة التصحيح في بعض منها.حاليا لدى المؤشر العام منطقة مقاومة عند 11400 نقطة، وهي القمة الأخيرة التي تراجع منها، ومنطقة دعم عند 11000 نقطة، وسيظل يتذبذب في هذه المنطقة إلى حين كسر إحداها. فاختراقه المقاومة سيدفع المؤشر العام إلى منطقة 11800 نقطة، بينما كسر الدعم سيدفعه للتراجع إلى منطقة 10900، وربما حتى منطقة الدعم الأخيرة على المستوى القريب 10500 نقطة.ومن المرجح في حال الوصول إلى هذه المنطقة، التماسك والعودة من جديد لاستكمال الصعود، وأي كسر لهذه المنطقة - لا سمح الله - سيدفع المؤشر إلى زيارة منطقة 9400 - 9600 التي يعول عليها الكثير؛ كونها المنطقة التي تعني محافظة السوق على الموجة الصاعدة الرئيسة التي لن يكون كسرها إلا تحت ظروف عالمية واقتصادية مؤثرة بشكل كبير.من جهة أخرى، قطاع البتروكيماويات في السوق السعودية، بقيادة "سابك"، لا يزال بعيدا عن دعم المؤشر العام للسوق الذي يتوقع أن يكون داعما للمؤشر العام الفترة المقبلة بعد دور فعال وإيجابي قام به قطاع المصارف، كذلك ينتظر من قطاعات أخرى التحرك إيجابا ودعم حركة الصعود للمؤشر العام بعد موجة جني أرباح طالتها؛ كقطاعات الاتصالات والطاقة والمرافق العامة.كذلك فقد وصل النفط إلى مستوى 64 دولارا، وهي المنطقة التي تحدثنا عنها سابقا وتوقعنا الوصول إليها وما زال التذبذب في أسعار البرميل مستمرا مع زيادة الخوف من انتشار موجة دلتا التي تؤثر في الاقتصادات الكبرى بشكل كبير، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا والصين وأجزاء من آسيا، بينما ستكون منطقة 60 دولارا لسعر البرميل هي الدعم الثاني، فيما سيكون سعر 55 دولارا هو الفيصل في استمرار موجة الصعود التي بدأتها الأسعار منذ العام الماضي في أوج الجائحة.على صعيد آخر، لا تزال العملات الرقمية في موجة ارتداد قادتها عملة بيتكوين، حيث تجاوزت منطقة الـ 50 ألف دولار للعملة الواحدة بعد سقوط مدوٍ كان قد أودى بها من مستويات 68 إلى 28 ألفا، وتعد هذه الموجة ارتدادية، حيث لا تزال العملة الرئيسة بيتكوين تحت الترند الصاعد الذي تم كسره لأسفل، وقد استغلت فترة تذبذب الأسواق وصعود الدولار لمصلحتها، حيث يعدها بعض المستثمرين أحد الملاذات الآمنة.وتأكيدا على ما ذكرناه في مقالنا السابق، أن الأسواق لا تزال في موجاتها الصاعدة حتى لو تعرضت لعمليات جني أرباح أو تصحيحات من شأنها تهدئتها على المدى القصير من أجل مواصلة الزخم الصاعد الذي لا تزال تشهده بدعم من بقاء أسعار الفائدة منخفضة وقريبة من الصفر.وأي تراجعات لمناطق مقاومة تم اختراقها سابقا هي إعادة اختبار طالما حافظت على متوسطاتها لـ 200 يوم.
مواقع النشر (المفضلة)