بين "التروس" و"الوحوش": كيف يعاني الاقتصاد انقسامًا بين "التقليدي" و"الحديث"؟ (argaam.com)
أحدثت التكنولوجيا الرقمية والبيانات الضخمة، والتعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي، ثورة في مجالات عديدة ومن بينها الاقتصاد، ويأتي كتاب "التروس والوحوش" الصادر مؤخراً ليؤكد حاجة الاقتصاد الشديدة للتغيير لمواكبة القرن الحادي والعشرين والاقتصاد الرقمي.وتسلط "ديان كويل" في كتابها الضوء على المشكلات العديدة التي تواجه الاقتصاد في الوقت الحاضر، مشيرة إلى أن الفكر الاقتصادي السائد لا يزال يفترض أن الأشخاص مجرد "تروس" منفردة، داخل آلة اجتماعية عملاقة، وأن لديهم على سبيل المثال تفضيلات ثابتة، وهو الافتراض الذي نسفته تماماً صناعة الإعلان الحديثة.وعلى الجانب المقابل فإن الاقتصاد الرقمي يتشكل من الأشخاص الذين أسمتهم كويل بـ"الوحوش" المجهولة غير المرتبطة ببعضها البعض، والذين يتزايد عددهم بشكل كبير.وتؤكد كويل أن السيئ في معاملة الاقتصاد السائد للأشخاص على أنهم "تروس" أنه يخلق بذلك وحوشه الخاصة، ويترك نفسه بدون الأدوات اللازمة لفهم المشكلات الجديدة التي يواجهها.
- كما تشرح كويل كيف يؤثر الاقتصاد سلباً على نفسه، متسائلة عما إذا كانت الأجندة الاقتصادية التي وضعها الاقتصاديون قد لعبت دوراً في الأزمة المالية 2008-2009، ومتسائلة أيضاً عن سبب فشل العديد من الاقتصاديين في توقع حدوث الأزمة.- ومن بين الانتقادات التي وجهتها كويل في كتابها إلى الاقتصاد الحالي هو افتقاره الكبير إلى التنوع.- وتشير كويل في كتابها إلى أن التركيز على مدى عقود على "الكفاءة" لم يعد مناسباً للاقتصاد الحديث، وبشكل خاص الاقتصاد الرقمي، الذي ينطوي على العديد من العوامل الخارجية، منتقدة اعتماد الاقتصاد حتى الآن على إحصاءات العمل التي لا تعكس التحول نحو اقتصاد العمل الحر، أو التغيير الاجتماعي، أو الابتكار.- من ناحية أخرى تناولت كويل التحديات التي يفرضها الاقتصاد الرقمي، من بينها النفوذ والسلطة الكبيرة التي باتت تمتلكها منصات التواصل الاجتماعي الآن؛ بسبب قاعدة البيانات الضخمة التي تمتلكها، وأيضاً قدرتها- من خلال البنية التحتية التي شيدتها- على السيطرة على قطاعات السوق المختلفة، مما يستلزم تغيير قوانين المنافسة.- وتشير كويل إلى أن طريقة تقييم رفاهية المستهلك اعتمدت خلال العقود الأخيرة على الأسعار، وهو العامل الذي لا يعني شيئاً الآن في عالم اليوم الذي تنتشر به خدمات الدفع المعتمدة على البيانات.- ومن أجل تغيير الاقتصاد ليتكيف مع الأوضاع الجديدة والاقتصاد الرقمي، تقترح كويل العمل والبناء فوق الأساسات الموجودة بالفعل، من أجل دمج العوامل الخارجية المعيارية، ونقاط التحول، وعوامل تحقيق الذات.- كما أشارت كويل إلى أننا بحاجة إلى إحياء اقتصاديات الرفاهية، وإلى نهج حديث لتوفير السلع المعلوماتية للجمهور وتنظيمها، كما أن دراسة الاقتصاد بحاجة إلى النظر في المجتمع ككل وليس الأفراد فحسب.المصدر: Then Do Better، zdnet
مواقع النشر (المفضلة)