لا تراقب الشجرة كلّ يوم
للكاتب الأستاذ / عبدالله الجعيثن ( جريدة الرياض )
أجمع الحكماء في الشرق والغرب.. في القديم والحديث على أنه لا نجاح بلا صبر.. النجاح الحقيقي المستمر.. يقول عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- (أدركنا خير عيشتا بالصبر)..
وفي سوق الأسهم بالذات فإن الذي يختار باقة أسهم، عن بصيرة وعلم، وأعني بالعلم معرفة المكرر والنمو وحسن الإدارة، عليه بالصبر الجميل، والبعد عن الشاشة، فإنّ الذي يحدّق في الشاشة كل يوم (تحكه يده ليبيع) وتحرك الارتفاعات والانخفاضات أعصابه حتى يفقدها،ومع احترامي للتحليل الفني وأهله فإنهم -في الغالب- أقل صبراً وأكثر تحديقاً في الشاشة من أهل التحليل الأساسي، لأنهم كمن يراقب شجرة حديثة الزرع بشكل يومي، ويضجر لعدم ظهور الثمر..
أما السائرون حسب المنهج الأساسي فإنهم كمن يزرع شجرة طيبة في تربة خصبة، وهو يعلم أنّ الثمر لن يظهر بين يوم وليلة..
والجمع بين التحليلين (الأساسي والفني) هو كمال الجهد في سوق الأسهم، بشرط أن يكون الأساسي هو الأصل والفني هو الفرع، فالأول يدلك ماذا تشتري، والثاني متى.. التوقيت في غاية الأهمية كما أن زراعة الشجر يجب أن تتم في الموسم المناسب.. ومع ذلك فإن نوع الشجر أهم.. فلا خير في شجر بلا ثمر.. والفرق كبير بين الشجرة الطيبة والخبيثة..
والصبر لا يتحقق مع دوام التحديق في الشاشة، بل يصيب صاحبه بالارتباك والاستعجال وقطف الثمار الفجّة.
اعجبني فنقلته اليكم
مواقع النشر (المفضلة)