أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري هو صحابي جليل،
ولد بالمدينة،
وأسلم صغيراً وكناه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأبي حمزة.
....
خدم الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته وهو ابن 10 سنين.
دعا له صلى الله عليه وسلم «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة» فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير.
روى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
....
خدمة الرسول
يقول أنس -رضي الله عنه-: «أخذت أمي بيدي وانطلقت بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: «يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك». فخدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: «يا بني اكتم سري تك مؤمنا» فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبدا».
وعندما أتت به أمه إلى النبي ليخدمه، أخبرته أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله؛ مما يدل على فطنة أنس وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان؛ إذ حفظ وفَقِه وتعلّم من رسول الله، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.
عاش أنس بن مالك مع الرسول أبرز أيام حياته فكان لخدمة الرسول محمد أبلغ الأثر في حياة أنس، نقل من خلالها أنس للمسلمين أخلاق نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه ومع عامة الأمه, كان الرسول محمد بالنسبة لأنس الأب والمربي والقدوة والأسوة الحسنة وكان أنس حريصاً أشد الحرص في فترة خدمة الرسول على اقتفاء أثره وحفظ حديثه ومعاملته حتى مع زوجاته, لذلك أكتسب حديث أنس بن مالك أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين حتى حزن كثير من المسلمين لوفاته حتى قال مؤرق العجلي لما مات أنس بن مالك «ذهب اليوم نصف العلم».
وكان أنس شديد الإعجاب بشخصية الرسول محمد وكان يقول:
«كان رسول الله من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي »
ولم يكن أنس بالنسبة للرسول مجرد خادم ولكنه كان أمين سره ومساعده وتلميذه وصاحبه ومرافقة وكان يدعو له فيقول (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته)
وكان أنس مجاب الدعاء فما دعا لأرض بالمطر إلا ثار السحاب وغشيت الأرض الأمطار حتى في الصيف
...
حياته مع الرسول
شهد أنس غزوة بدر مع رسول الله، وكان يخدمه، إذ كان عمره حينها اثني عشر عامًا.
قال أنس بن مالك: كان رسول الله من أحسن الناس خُلقًا، وأرحبهم صدرًا، وأوفرهم حنانًا؛ فقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم، ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله يتبسّم ويقول: "يا أنيس، أذهبت إلى حيث أمرتك؟"
فارتبكت
وقلت: نعم، إني ذاهب الآن يا رسول الله. والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته لمَ صنعته، ولا لشيءٍ تركته لمَ تركته.
وعن أنس بن مالك قال: أتاني معاذ بن جبل من عند رسول الله فقال:
"من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه دخل الجنة".
فذهبت إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله، حدثني معاذ أنك قلت: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه دخل الجنة". قال: "صدق معاذ، صدق معاذ، صدق معاذ".
....
وعد ومكان اللقاء بالرسول يوم القيامة
وعد الرسول محمد أنس بن مالك باللقاء مرة أخرى في يوم القيامة ووعده بالشفاعة,
قال أنس بن مالك أنه سأل النبي فقال: خويدمك أنس اشفع له يوم القيامة، قال: " أنا فاعل ".
قال: فأين أطلبك؟
قال: " اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط؛ فإن وجدتني وإلا فأنا عند الميزان وإلا فأنا عند حوضي لا أخطئ هذه الثلاثة المواضع
بعد وفاة الرسول
كان قد استعمله أبو بكر ثم عمر بن الخطاب على عمالة البحرين وشكراه في ذلك..
........
مواقع النشر (المفضلة)