يسرع كبار موردي أشباه الموصلات في العالم سعيهم للتغلب على نقص الرقائق الذي أضر بإنتاج الأجهزة المنزلية والحواسب وحتى السيارات، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا توجد حلول سريعة، ويرى المديرون التنفيذيون في الصناعة أنه من المرجح استمرار النقص في العام المقبل.
ونتج ذلك النقص عن الارتفاع الحاد في الطلب، إلى جانب سلسلة من الأحداث التي أدت إلى توقف العرض، في حين دفعت التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين، والمخاوف من نقص طويل الأمد بعض الشركات المصنعة إلى تخزين الرقائق.ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء التعافي بعد الجائحة لبعض الصناعات التي تستخدم الرقائق وتتطلع إلى الاستفادة من زيادة الإنفاق الاستهلاكي، كما أنه يغذي مخاوف التضخم.السباق لتلبية الطلب- تقوم الشركة الأمريكية "جلوبال فوندريز" GlobalFoundries وهي واحدة من أكبر الشركات المصنعة للرقائق بعقود في العالم بالضغط على مهندسيها لإيجاد طرق لتوفير حتى قدر ضئيل من الإنتاج الإضافي في مصانعها بالولايات المتحدة وسنغافورة وألمانيا.
- كما دعا الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الأسبوع الماضي خلال اجتماع مع مسؤولين تنفيذيين في قطاع السيارات والتكنولوجيا إلى دفعة من الحزبين لدعم صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.- وخصص 50 مليار دولار لتعزيز إنتاج أمريكا من أشباه الموصلات كجزء من خطة البنية التحتية البالغة قيمتها 2.3 تريليون دولار.- ولكن ذلك ربما لا يكون كافيًا، إذ ترى جمعية أشباه الموصلات أنه لجعل الولايات المتحدة مكتفية ذاتيًا برقائقها، سيتطلب ذلك استثمارات وحوافز حكومية بأكثر من 1.4 تريليون دولار على مدى عقد زمني.- ويرى مسؤولون تنفيذيون أن صانعي الرقائق يمكنهم إضافة تعزيزات تدريجية فقط للقدرة الإنتاجية للمصانع القائمة، كما أن تشييد مصانع جديدة ربما يستغرق سنوات، بسبب حجم وتعقيد المعدات والمساحة اللازمة لتصنيع أشباه الموصلات.لماذا تفاقمت الأزمة؟- راهنت كبرى شركات صناعة الرقائق على الرقائق المتطورة الأكثر ربحية، والمطلوبة لدعم شبكات الجيل الخامس والخوادم، ولكن ذلك النهج واجه خللاً عندما أغرق فيروس "كورونا" الاقتصاد العالمي في واحدة من أسوأ فترات الركود، مما أدى إلى زعزعة سلاسل التوريد وأنماط الإنفاق الاستهلاكي.- مما جعل صانعي الرقائق غير مجهزين لمواجهة الطلب المرتفع على أشباه الموصلات الأقدم والأقل تطورًا المستخدمة على نطاق واسع في منتجات مثل السيارات وشاشات الحواسب.- وتفاقمت أزمة الإمدادات أيضًا بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خاصة خلال العام الماضي، بما يشمل سياسات واشنطن التي قيدت تدريجيًا بيع الرقائق المصممة أو المصنعة في أمريكا لبعض المشتريين الصينيين.- وهو ما أوضحه نائب رئيس "هواوي تكنولوجيز" الأسبوع الماضي أن المخاوف من العقوبات دفعت شركات التكنولوجيا في الصين إلى تخزين الرقائق والاستعداد للأسوأ، وأضاف: حاليًا تخزن الشركات الصينية لشهر وثلاثة أو حتى ستة أشهر وعطلوا النظام بأكمله.
- ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، ارتفعت واردات الصين من أشباه الموصلات 15% العام الماضي، ووصلت إلى مستوى قياسي 35.9 مليار دولار في مارس.
- ومن ناحية أخرى، تضرر إنتاج الرقائق أيضًا من أحداث منها حريق مصنع في اليابان، والطقس المتجمد في الولايات المتحدة.شريان الحياة- تعد أشباه الموصلات بمثابة شريان الحياة للعديد من الصناعات، وتحتل المرتبة الرابعة من بين المنتجات الأكثر تداولاً في الواردات والصادرات بعد النفط الخام والنفط المكرر والسيارات.
- وحتى بعض الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تحتاج إلى بعض الرقائق الأساسية للعمل، ويتم استخدام الكثير منها لتشغيل تقنية أكثر تعقيدًا.
- وذكر "هوي هي" المحلل لدى شركة الأبحاث "أوميديا" Omedia يمكن للجوال الذي يدعم شبكات الجيل الخامس أن يحتوي على ما يصل إلى ثماني رقائق لإدارة الطاقة، مقارنة مع رقاقتين فقط إلى ثلاثة في جوالات الجيل الرابع.
- ولكن تجدر الإشارة إلى أن تحويل خطوط الإنتاج الحالية من تصنيع نوع من الرقائق إلى الآخر ليس أمرًا سهلاً، لأن الأنواع المختلفة من الرقائق تتطلب معدات مختلفة لتصنيعها.جهود وتحديات- تعهدت أكبر شركة صينية لصناعة الرقائق "سميكوندكتور مانيوفكتشرنج إنترناشونال" في مارس بمبلغ 2.35 مليار دولار كشراكة حكومية لإنشاء مصنع جديد يركز على عمليات صناعة الرقائق الأقدم، ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الجديد الإنتاج العام القادم.
- كما تخطط "جلوبال فودندريز" لاستثمار 1.4 مليار دولار لتوسيع السعة الإنتاجية في منشآتها الحالية هذا العام، وربما تضاعف ذلك المبلغ العام المقبل.
- ولكن تشهد شركات صناعة الرقائق زيادة بمقدار الضعف أو أربعة أضعاف في أوقات تسليم المعدات اللازمة لصناعة أشباه الموصلات، وفقًا لما ذكره "بروس كيم" المدير التنفيذي للشركة التي تبيع تلك المعدات "سربلاس جلوبال".
- كما أن الشركات الموردة لديها مخاوف من عدم استمرار ارتفاع الطلب، ولضمان أن الطلبات الواردة تعكس الطلب الفعلي، ذكرت شركة "برودكوم" وهي إحدى شركات الرقائق الرائدة في العالم المستثمرين بأنها لا تسمح للعملاء بإلغاء طلبات الرقائق، وذلك لردع بعض المشترين عن تقديم التزامات ال**** خوفًا من النقص.المصدر: وول ستريت جورنال
مواقع النشر (المفضلة)