منتدى المضارب
عضو === ماسي
الحالة
غير متصل
التغافل والتغاضي
]
التغافل: هو إظهارك الغفلة عن عيب أو نقص مع علمك به وإطلاعكَ عليه تفضلاً على المتغافل عنه وترفعاً عن صغائر الأمور.
إن أغلب المشكلات التي تحصل بين الأفراد سواء الزوجان أو الإخوة أو الأصدقاء والأقارب نشأت من التدقيق والتركيز في المعاملات بين البعض.
من أعظم المصائب وأشد البلاء أن نعيش مع أُناس يدققون في أعمالنا ومتتبعين لكل شاردة وواردة، فان التساؤلات العقيمة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع أثرها السلبي في العلاقات.
قال جعفر الصادق رحمة الله: (عَظّموا أقداركم بالتغافل)
لذا كان هذا الخلق من أسياسيات دوام العلاقات وأحد قوانينها فلن تدوم علاقة بالمحاسبة فلا تُضخم الأمور وتضعها في غير موضعها..
قال الشاعر:
ليس الغبي بسيداً في قومهِ.....لكن سيدَ قومهِ المتغابي
وقال آخر:
وأسكتُ عن أشياءٍ لو شئتُ قُلتها.....وليس علينا في المقالِ أمير
إن التغافل والتغاضي عما يزعجنا من الأشخاص الذين نتعامل معهم، فنٌ لا يجيده إلاّ القليل، حيث يعيش الراضون براحة بال، ويمضون في حياتهم إلى الأمام عكس الآخرين الذين لا يستطيعون تلَمُّس مواطن الجمال في الآخرين لانشغالهم بعيوبهم ونقائصهم وعدم قدرتهم على تقبل تلك العيوب وغضّ الطرف عنها.
قال معاوية رضي الله عنه: (العقل مكيال: ثلثه الفطنة، وثلثاه التغافل)
وقال الشافعي رحمه الله: (الكيّس العاقل هو الفطن المتغافل).
التغافل والتغاضي لا يكون في حقوق الله وحدوده من الواجبات والمحرمات والأوامر والنواهي الشرعية، إنما يكون في أمور الحياة التي قد يحدث فيها العجز والكسل والنقص
فعلينا مجاهدة النفس ونزينها بهذا الخلق الرفيع الذي هو من شيم الكرام، وهو دليل على سمو النفس وارتفاع مكانتها، فضلاً عما يجده المتغافل والمتغاضي من سعة الصدر وراحة البال.
مواقع النشر (المفضلة)