نائب المراقب العام
محـ اليتامى ـب
الحالة
متصل
وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
يومنا هذا هو آخر يوم من هذا العام الهجري 1445 هـ
فبغروب الشمس سيطوى سجله عمله،
وغدًا تبدأ أول أيام العام الجديد1446هـ
فهنيئاً لمن أحسن فيه واستقام. وويل لمن أساء وارتكب الإجرام.
فلنتساءل عن هذا العام كيف قضيناه؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه.
فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه.
وإن كان شراً تبنا إلى الله واستغفرناه. كم يتمنى المرء تمام شهره. وهو يعلم أن ذلك يَنْقصُ من عمره.
وأنها مراحل يقطعها من سفره. وصفات يطويها من دفتره.
وخطوات يمشيها إلى قبره.
فهل يفرح بذلك إلا من استعد للقدوم على ربه بامتثال أمره.
عباد الله: ألم تروا إلى هذه الشمس كل يوم تطلع وتغرب.
ففي طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار.
وإنما هي طلوع ثم غروب.
ألم تروا إلى هذه الأعوام تتجدد عاماً بعد عام.
فأنتم تودعون عاماً شهياً عليكم وتستقبلون عاماً جديداً مقبلاً إليكم.
فبماذا تودعون العام الماضي وتستقبلون العام الجديد.
فليقف كل منا مع نفسه محاسباً ماذا أسفت في عامي الماضي.
فإن كان خيراً ازداد وإن يكن غير ذلك أقلع وأناب.
فإنما تمحي السيئة الحسنة. قال –صلى الله عليه وسلم-:
"وأتبع السيئة الحسنة تمحها" ليحاسب كل منا نفسه عن فرائض الإسلام وأدائها.
عن حقوق المخلوقين والتخلص منها. عن أمواله التي جمعها من أين وجاءت وكيف ينفقها؟
أيها الناس: حاسبوا أنفسكم اليوم فأنتم أقدر العلاج منكم غداً؛ فإنكم لا تدرون ما يأتي به الغد. حاسبوها في ختام عامكم وفي جميع أيامكم؛ فإنها خزائنكم التي تحفظ لكم أعمالكم،
وعما قريب تفتح لكم فترون ما أودعتم فيها؛ روى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب
فقال: "أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم،
وإن لكم نهاية فانتهوا نهايتكم. إن المؤمن بين مخافتين:
أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه.
فليأخذ العبد من نفسه لنفسه،
ومن دنياه لأخرته، ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت".
إن ذهاب عام، ومجيء آخر أمر يستدعي منا الوقوف مع أنفسنا وقفة جدية للمحاسبة الصادقة؛
وذلك لأن من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته، واشتدت عليه حسراته،
وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة،
وتقوده أيامه إلى مزيد من الردى والشقوة، إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين،
وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين، فانتبهوا بإيقاظه، واعتبروا بألفاظه، ورد في الأثر:
(أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا).
أخي الكريم: إن من نظر إلى الدنيا بعين البصيرة لا بعين البصر المبهرج أيقن أن نعيمها ابتلاء،
وحياتها عناء، عيشها نكد، وصفوها كدر، جديدها يبلى، وملكها يفنى،
وودها منقطع، وخيرها ينتزع،
والمتعلقون بها على وجل؛
فالدنيا إما نعمة زائلة، أو بلية نازلة، أو منية قاضية،
"يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار" [غافر: 39].
يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب
مواقع النشر (المفضلة)