دور الكفاءة في ****صر البشري عامل حاسم في نجاح التنمية و خاصة الشق الاقتصادي المحوري. الهجرة و التجنيس و الاستقدام جوانب مختلفة لكل منها نزعات تختلف و تتقارب و تتطابق طبقا لظروف الدول الموضوعية و المراحل الاقتصادية و التنموية وحتى العلاقة مع الدول المجاوره. قد نختلف على التعاريف و الفروقات و لكن كل هذه الجوانب موجوده في كثير من دول العالم. لعل نصيب المملكة كبير و خاصة في الاستقدام و الذي يتطابق أحيانا مع الهجرة الاقتصادية. التجنيس هو الاستثناء و تاريخيا ليس حق مكتسب و لكن بسبب دور استثنائي مقابل المساهمة المستمرة في الوطن الجديد. جاءت موجة من التجنيس في المملكة لتخدم مشوار التنمية الطويل و المعقد لنخبة بارزه قدمت إنجازات في مجالات متعددة ثقافية و معرفية و علمية. التجنيس تتويج لنجاح المهاجر و خطوة نحو تقديره ودعم لاستمرار مساهماته في وطنه الجديد.اختلاف الدول في الهجرة و التجنيس يختلف حسب المراحل الاقتصادية. فهناك دول مثل بعض الدول الغربية كأمريكا و بريطانيا و ألمانيا يكون التجنيس حسب تنظيم قانوني يمر بمراحل و اختبارات و سجل يجتازه الطالب للتجنيس و يستثنى منه ( و يسرع به ) للمستثمر المؤثر أو الشخص الموهوب الواعد. أيضا هذه الدول الأكثر جاذبية للهجرة الغير نظامية بسبب الأداء الاقتصادي و فرص النجاح العاليه نسبيا. هناك دول أخرى تستعجل التجنيس بغرض رفع عدد السكان و تعويض النقص الواضح في تواجد القدرات البشرية مثل بعض دول الخليج. و هناك دول تلجأ للتجنيس لجذب الاستثمارات فقط مثل البرتغال و مالطا و قبرص و بعض دول أمريكا الوسطى، بعضها إلى حد بيع الجواز فقط. وهناك دول طارده أو مصدره للمهاجرين بسبب ظروف الحوكمة المزمنة مثل أغلب الدول العربية و الأفريقية و بعض الدول الآسيوية. و هناك دول حريصة على النقاء الوطني العرقي و لذلك تلجأ لتقليل أو تقنين الوافدين مثل أستراليا و أغلب الدول الاسكندنافيه و اليابان بالرغم من تناقص السكان المطلق و التعويض عنه برفع الاعتماد على التقنية و الانتاجية. حالة المملكة مختلفة بسبب حجم الاقتصاد وجاذبية المملكة الآمنة اقتصاديا و أمنيا و تطورها المدروس. أحد السمات الرئيسية كان في ارتفاع الاستقدام الذي اختلط مع بعض صفات الهجره الاقتصادية بسبب كرم المملكة على بعض الدول الشقيقة. الهدف الرئيس من التجنيس غالبا رفع الكفاءة بإضافة دماء جديدة لنقل مجالات معينه إلى مدار أعلى في الكفاءة و الانجاز. الكفاءة و قياس الانجاز يحتاج دائما دقة في الرصد و معرفه نقاط التحول في عمر المستهدف و النقاط المفصلية التي يمكن أن يستفيد المجتمع منه. فلن نستفيد من كل عالم أو فنان أو لاعب رياضي لأن التجنيس قد يأتي متأخرا أو مبكر. الفحص و التمحيص و معرفة ما لدينا و أين الاتجاه في مجال معين خطوات ضرورية عمليا لتعظيم المصلحة الوطنية لغرض التجنيس. لا يمكن فصل التجنيس على الاقل بإعداد مؤثره عن تغير في طبيعة الاقتصاد الوطني، كلما كان الاقتصاد ريعي كلما قلت المصلحة من التجنيس و كلما اصبح الاقتصاد اكثر إنتاجية و تنافس كلما ارتفعت المصلحة من التجنيس. لذلك جأت خطوة المملكة بالتجنيس مكملة لجهود تحوليه مؤثره.أخذت المملكة بخطوات في السياسة التنموية اقتصاديا و اجتماعيا مهمه نحو التقدم ممثلا برؤية 2030 و لذلك تأتي خطوة التجنيس لتكمل و تنظم جزء صغير عددا و لكنه مؤثر من واقع الاستقدام و الهجره. من منطلق تنموي اقتصادي أن المملكة في حاجه لتجنيس فئات متنوعه بدقة و تتدرج لقياس الأداء المنظم و المنتظم كما يدل من قائمة المجنسين الجدد. يبدو لي من زاوية اقتصادية تنموية بعيدة المدى أن هناك فئتان تستحق التجنيس أكثر من غيرها ، الأولى المعلم المتمكن الراغب فعلا في مهمة التعليم في جميع المراحل على أن يستمر، و الثانية العلماء و الفنيين القادرين على تأسيس شركات وطنية في التقنية و خاصة تلك التي تضيف قيمه تحديث واضحه. التجنيس النوعي يخدم المصلحة الوطنية وجزء مكمل لسياسة بشرية شامله ترفع مستوى الانتاجية و الاستثمار و الاجور لغالبية الناس و خاصة المهنيين في القطاع الخاص.
مواقع النشر (المفضلة)