إذا كنت على أعلى تقدير تملك أو تملكين سياره مناسبه ومنزلا يؤويك ولديك وظيفه أو منصبا جيد أو كنتي تملكين عينان ساحرتين وزوجا صالح وكنتما تنعمان بالأمن; فهذا يعني أنك تعيش حياه كريمه هي أفضل من تلك الحياة الذي يعيشها أكثر من نصف سكان هذه الأرض واللذين بالكاد أن يجدو ما يسد جوعهم اليومي ...... ولكن هل هذا كل شيء ؟؟؟؟؟
قد يقول قائل أنه بهذا يجب علينا أن نتوج تلك النعم المسبوغه علينا وأن نترجم شكرها قولا وعملا عن طريق صرف العبادات المرجوه وبذل يد الجود و السخاء بين كل حين وحين . وهذا جيد جدا وهو مطلب شرعي وأخلاقي حميد ولكني أتسائل ثانية . هل هذا كل شيء
قد يكون من الهوس الفكري والغير محمود أن أقحم نفسي وإياكم في طرح ماهو غير مألوف طرحه علينا ومحاولة استنتاج الاجابات لكل سؤال قد يطرح لا أن يتم إملاؤه علينا فقط ..
لفت انتباهي سؤالا طرحه أحد الحضور في ندوة علميه للدكتور عبدالكريم بكار عندما قال له ماذا ينبغي عليا أن أقرأ يادكتور لكي أستطيع أن افكر بطريقه سليمه وفعاله ؟؟
تبسسم الدكتور حينها وقال له وهل تعتقد أن الفكر مثل العلم وأن المفكر يشبه العالم الذي استطاع أن يطلع على مجموعه كبيره من الكتب في تخصص معين ومن ثم سرد ما قام بقرائته منقولا عن غيره أو محاولة تجديده وإدخال بعض الإضافات الأخرى عليه وربما اجتهد بعض الشيء في تمحيصه ..
إقشعر جلدي قليلا من هذه الإجابه التي استيقنت مقصودها فحقيقة أن الفكر له شأن آخر بوصفه منهجا ورؤيه وطريقه في فهم الوجوود والتعامل مع مظاهره وأحداثه . لأن الفكر أكبر من أن يختزل في مجموعه من الكتب أو أن يتلقى في عدد من الدروس .. المفكر لديه مرجعيات أخرى مترابطه ومستوحاه تكونت عبر التجارب والثقافات وتم ربطها ببعض ليصنع منها وحده متماسكه لا تحدها حدود ولا تتحكم فيها القوانيين ..
انها الاختلاف الحقيقي للبشر عن باقي المخلوقات بما فيها الأنعام إنها الحكمه التي كانت وما زالت ضالتنا وهيه القائد الأول للنجاح ومن يؤتى الحكمه فقد أوتي خيرا كثيرا ..
أتى شابا يوما الى سقراط فقال له كيف لي يا شيخنا أن أصبح حكيما .. فقال له حسنا إتبعني وأخذه الى مكان بعيد وعى ظفة النهر أخذ رأسه وأصبح يغرقه في الماء حتى إذا كاد الشاب أن يفقد حياته قام برفعه وقال له هل تشوقت كثيرا للحياة وأنت تحت الماء يجب أن يكون شوقك للحكمه بهذا المستوى حتى تصل اليها <br>
أنت لست مالك .. ولست أكلك وشربك .. ولست أيظا سيارتك أيا كانت رفاهيتها أو منصبك أو نسبك إن هذا الجسد التي تسكن فيه ليس سوى وعاء يحيط بك . إن ما يسكن في داخلك هو أكبر من هذا الوعاء التي أنت بداخله إنه كنز من كنوز البشر ولا يحمله الا البشر إنها الأمانه والحكمه التي حملتها . لا تحاول أن تركض كثيرا خلف بدنك لأنك ستكتشف عند كبر سنك أنك أضعت الكثير من عمرك ... هناك أسئله كثيره قد يكون من السخافه طرحها ولاكنها تحمل الكثير من الحكمه والتي قد لا تجدها الا عند كبار السن أو الاطفال .. <br>
سألني يوما طفلي والبالغ من العمر 5 سنوات عن لون الدم قائلا ولماذا لا يكون دمي باللون الازرق أنا لا أحب اللون الأحمر فلم أملك إجابه لسؤاله ...<br>
بكل بساطه وثقه نقول للماء أنه ماء ونقوم بشربه دون أن نسأل كيف له أن يفقد طعمه أو لونه أو رائحته .. انظر بعمق الى كل ماتراه حولك لن تجد هناك شيء يشبه شيء آخر كل له لونه وطعمه وخصائصه وله أيظا اسمه الذي أطلقته عليه أنت من قبل .. لا تجهد نفسك كثيرا لكي تقنع نفسك بأنك الأفضل وأياك أن تغتر بما لديك لأنه جزء من المعادله وفي الحديث (سبق درهم الف درهم) <br>
حاول أن تبحث عن ذاتك كثيرا إبحث عنها كثيرا عندما تختلي بنفسك .. ابحث عنها في تلك الظلماء التي تراها عندما تغلق عيناك .. ابحث عنها في عين البائس الفقير وفي ابتسامة الأطفال ... واختلاف الأشكال والألوان والأجناس لن تستريح أبدا هنا طالما أنك لم تجد ذاتك والخيار لك فبوسعك أن تختلف وبوسعك أن تتشابه مع الكثيرين من المخلوقات الأخرى عدى البشر . أنت سيد هذا الكوكب وأنت القائد له أنت الأكرم وأنت الأقوى حتى وإن كان حجمك الأصغر أنت سيد كل شيء فلا تجعل الأشياء الأخرى هيه من تسودك لأنك وابختصار شديد أنت لست بدنك
أمان القابضه
مواقع النشر (المفضلة)