.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط سابق : ليس من علوم الغرب في العصر الحديث( 3 ) تفسيرهم لصوت الرعد !
https://www.madarib.com/vb/showthread.php?t=72427
موضوعنا اليوم هو أحد الأسباب التي جعلتني أكتب هذه السلسلة ، حيث أن أهل الأوهام جعلوا هذا الأمر من الأدلة على دوران الأرض ! مع أن العلماء الذين قالوا بدوران الأرض لم يقولوا أن هذا دليل على دورانها، ولكن أهل الأوهام الذين يظنون أن علماء الغرب لا ينطقون إلا بالحق وأنهم لا يتكلمون إلا بنتائج دراسات وأبحاث مطولة، وحسابات معقدة، وأجهزة متطورة ، اخترعوا هذا الدليل من عند أنفسهم !
دعونا الآن نذهب إلى ما قبل اكتشاف امريكيا التي فيها ناسا ، حيث نجد أن حساب الخسوف والكسوف معروف من عهد الفلاسفة القدماء، وعلماء الإسلام تكلموا عنه وأفتوا فيه، فنجد في مجموع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يلي :
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ:
عَنْ قَوْلِ أَهْلِ التَّقَاوِيمِ: فِي أَنَّ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَخْسِفُ الْقَمَرُ وَفِي التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ تَكْسِفُ الشَّمْسُ فَهَلْ يُصَدَّقُونَ فِي ذَلِكَ؟ وَإِذَا خَسَفَا هَلْ يُصَلَّى لَهُمَا؟ أَمْ يُسَبَّحُ؟ وَإِذَا صَلَّى كَيْفَ صِفَةُ الصَّلَاةِ؟ وَاذْكُر لَنَا أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْخُسُوفُ وَالْكُسُوفُ لَهُمَا أَوْقَاتٌ مُقَدَّرَةٌ كَمَا لِطُلُوعِ الْهِلَالِ وَقْتٌ مُقَدَّرٌ وَذَلِكَ مَا أَجْرَى اللَّهُ عَادَتَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ وَسَائِرِ مَا يَتْبَعُ جَرَيَانَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ..... إلى أن يقول : وَأَمَّا الْعِلْمُ بِالْعَادَةِ فِي الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ فَإِنَّمَا يَعْرِفُهُ مَنْ يَعْرِفُ حِسَابَ جَرَيَانِهِمَا وَلَيْسَ خَبَرُ الْحَاسِبِ بِذَلِكَ مِنْ بَابِ عِلْمِ الْغَيْبِ .
انتهى النقل
ويقول تلميذه ابن القيم : فَمن علم مَا ذَكرْنَاهُ فِي هَذَا الْفَصْل علم وَقت الْكُسُوف ودوامه ومقداره وَسَببه
انتهى النقل
وقبلهما يقول القزويني : وينسب إليها بطليموس صاحب العلم المجسطي الذي عرف حركات الأفلاك وسير الكواكب بالبراهين الهندسية، فذكر أن بعض الأفلاك يتحرك من المغرب إلى المشرق، وبعضها من المشرق إلى المغرب، وبعضها سريع الحركة، وبعضها بطيء الحركة، وبعضها يدور رحوية، وبعضها يدو دولابية، وبعضها يدور حمائلية. وان حركات الكواكب تابعة لحركات أفلاكها، ومن الأفلاك بعضها محيطة بكرة الأرض وبعضها غير ميطة، وبعضها مركزها مركز الأرض وبعضها مركز خارج من مركز الأرض. وأقام على ذلك كله البراهين الهندسية ومسح الأفلاك برجاً برجاً، ودرجة درجة، وثانية ثانية حتى يقول: في يوم كذا وفي ساعة كذا يكون الكسوف أو الخسوف، ويقع كما قال .
انتهى النقل .
وقبلهما بنحو مئتي سنة نجد ابن رشد الجد يقول : فليس في معرفة وقت الكسوف بما ذكرناه من جهة النجوم وطريق الحساب ادعاء علم غيب، ولا ضلالة وكفر على وجه من الوجوه
انتهى النقل .
فالأمر ليس كما توهمه أهل الأوهام .
لنا لقاء في موضوع قادم بمشيئة الله
<
مواقع النشر (المفضلة)