قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ ...
هذه الآية الكريمة، جامعةٌ لمكارم الأخلاق، فهي تأمر الإنسان أن يأخذ من الناس أو من أفعالهم ما سَهَل
وأن لا يطلب منهم ما شق عليهم أبداً، ثم يأمرهم بالمُستحب المُستحسن من الأفعال، وعلاوة على كُل ما ذُكِر، لا يُكافئهم على أفعالهم بمثلها
ومثاله قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ .
ثم تأمر المؤمن، بأن لا يصرف وقته الثمين بتوافه الأشياء، فهو أكبر من ذلك، ووقته أغلى وأثمن.
ثم تُلفت النظر إلى أنّ الإنسان الكبير أرفع من أن ينحطّ إلى الحضيض ليُماشي صغار الناس،
صغار النفوس والعقول، وخُلقُهُ الكريم أكرم من أن ينزل إلى مستواهم، ووقته الثمين أغلى من أن يقضيه في تتبّع حركات وسَكنات الآخرين، ومن هنا يُعرف عُظماء الرجال...
* فعُظماء الرجال لا يأبهون بضعاف النفوس، ضعاف الأفهام، ولذلك يغضّون الطرف عن كلام الصغير، والأُذن عن كلام البليد، حتى ولو كان مريراً وجارحاً، ويترفّعون عن خصومة أو عداوة أوجدتها أنفس صغيرة، ولو فيها بعض الأذى، وكلما كان الرجل أعظم ونفسه أسمى كُلّما كان أصفح وأعَفّ، وأرفع عن الدنَايا، وأبعد عن الإنتقام.
...
مواقع النشر (المفضلة)