ليس من الغريب أن تتخلف الدول عن سداد ديونها، فوفقاً للخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد "كين روجوف" حدث ذلك مئات المرات، كما أن معظم الدول أفلست مرتين على الأقل.
ويؤكد روجوف على أن السبب وراء استمرار تعامل المقرضين مع دولة ما، هو أن الدولة – على عكس الشركات والأفراد – لا يمكن أن تتوقف عن العمل، وسوف تستمر في دفع أي جزء من ديونها لدائنيها.
ويشير روجوف إلى أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تتعامل بها الدولة عندما تتخلف عن سداد ديونها السيادية، ولكن في أغلب الأحيان يعلن وزير المالية ببساطة أنه ليس لديه الأموال الكافية لسداد الديون.
الأزمة المالية في الأرجنتين
- في عام 2001 عانت الأرجنتين من أزمة ديون ضخمة، ولم تكن هناك فرص عمل، وبدأ الأشخاص يتظاهرون في الشوارع. كانت مشاكل الأرجنتين قد بدأت قبل فترة طويلة من تخلفها عن سداد ديونها، حيث ربطت الدولة عملتها بالدولار الأمريكي، وأعلنت أن البيزو الأرجنتيني الواحد يساوي دولارا، إلا أنها لم تتمكن من مواكبة نمو الاقتصاد الأمريكي.
- لم يستطع المسؤولون في الأرجنتين خفض قيمة البيزو، أو طباعة المزيد من الأموال، أو زيادة الإنفاق الحكومي، حتى أعلن الرئيس الأرجنتيني وقتها أدولفو رودريغيز تعليق سداد ديون البلاد. بعد هذا الإعلان تم فك ارتباط البيزو بالدولار وانهار البيزو، وتفاقمت أعمال الشغب، وتم إغلاق البنوك لمنع هروب رؤوس الأموال.
- وجد الأشخاص الذين يملكون مئات الآلاف من الدولارات في البنوك أنفسهم فجأة لا يملكون شيئاً.
دول أخرى تخلفت عن سداد ديونها- في شهر أغسطس عام 1998 واجهت روسيا عجزاً عن سداد الديون التي بلغت 72 مليار دولار، مما أثر على الاقتصاد العالمي. بدأت الأزمة في شهر أغسطس عندما تخلفت الدولة عن سداد التزامات الخزانة المحلية، وفيما بعد تخلفت عن سداد التزامات سندات العملات الأجنبية، وقد تمت إعادة هيكلة ديون روسيا في السنوات اللاحقة.
- في الأوروغواي تخلفت الحكومة في مايو 2003 عن سداد ديون قدرها 5.7 مليار دولار، وقامت الدولة في النهاية بإعادة هيكلة ديونها. واجهت الإكوادور وضعاً مختلفاً، ففي عام 2008 تخلفت الدولة عن سداد ديون قدرها 3.2 مليار دولار، بعد أن وصفت العديد من ديونها بأنها غير شرعية.
المصدر: ناشيونال بابليك راديو
مواقع النشر (المفضلة)