عندما تستثمر موارد الدول في بناء اقتصادها لا التخريب وبث الفوضى
في الوقت الذي قدرت فيه العديد من التقارير حجم انفاق قطر على دعم الجماعات التي توصف بالإرهاب والتأمر على تخريب واثارة الفوضى بالعديد من الدول العربية بنحو 65 مليار دولار خلال 5 سنوات (2010-2015م)، تكشف البيانات أن دولة سنغافورا والتي تقل مساحة عن قطر وتتشابه معها في الظروف الجغرافية أستطاعت بانفاق مثل هذا المبلغ على بنيتها الأساسية أن تتحول إلى عملاق اقتصادي أسيوي واربع اكبر مركز مالي عالمي ووجهة للاستثمارات والشركات الاجنبي.
فوفقا لبيانات "Oxford Economics" بلغ انفاق سنغافورا على البنية الاساسية سنويا خلال الفترة من (2006-2015) نحو 65 مليار دولار ومن المتوقع أن يرتفع الانفاق السنوي على البنية الاساسية إلى نحو 18 مليار دولار بحلول العام 2025في المقابل تشير بيانات انفاق الحكومة القطرية في السنوات الاخيرة تركزها داخليا على منشآت كأس العالم وتمويل اثارة الفوضى بالدول الشقيقية.
وتوضح بيانات المقارنة بين قطر وسنعافورا أن حجم مساحة سنغافورا لا يتجاوز 710 كم مربع وتأتي في المركز 189 عالميا من حيث المساحة، فيما تبلغ مساحة قطر 11.52 الف كم مربع في المركز 164 عالميا، وعلى الرغم من الفارق الشاسع في المساحة إلا أن سنغافورا بتوجيه انفاقها نحو تطوير مدنها استطاعت ان تستقطب اعداد كبيرة من المهاجرين ليصل عدد سكانها إلى نحو 5.5 مليون نسمة، في حين ادى تمويل قطر للفوضى في الخارج والدخول في الصفقات المشبوهة في عالم الأعمال العالمي إلى انحصار عدد سكانها عند 2.6 مليون نسمة فقط أي نصف عدد سكان سنغافورا.
وتقع سنغافورا على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، فيما تقع قطر في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا مطلة على الخليج العربي، وفي الوقت الذي لا تمتلك فيه سنغافورا موارد طبيعية تمتلك قطر ثروة هائلة من الغاز والنفط تضعها كثالث أكبر إحتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم واحتياطيات النفط.
مع هذا استطاعت سنغافورة بتوجيه استثماراتها على البنية التحتية تطوير اقتصادها لأن تصبج رابع أهم مركز مالي في العالم ومدينة عالمية تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي وتحول ميناء سنغافورة ليصبح خامس ميناء في العالم من ناحية النشاط، في المقابل تحولت قطر إلى دعم الجماعات الارهابية في العالم وملاذا لقيادات مصنفة ارهابية في بلادنها وبوق اعلامي لدعم الارهاب استنزف الانفاق عليه الكثير من أموال الشعب القطري.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه الاقتصاد القطري بشكل كبير على صادرات الغاز الطبيعي والتذبذب الشديد في الناتج المحلي مع اي تذبذب في اسعاره عالميا، يعتمد الاقتصاد السنغافوري على التجارة الدولية من بعد تحول موانيها لمركز لوجستي عالمي اضافة إلى اعتمادها على تصدير الإلكترونيات ووتقديم الخدمات المالية، ومعدات حفر آبار النفط، وتكرير النفط وتصنيع الأدوية والمواد الغذائية المصنعة والمشروبات، ومنتجات المطاط وإصلاح السفن.
هذا وقد تجاوز الناتج المحلي لسنغافورا 293 مليار دولار في العام 2015م فيما لم يتجاوز الناتج المحلي للاقتصاد القطري مستوى 165 مليار دولار على الرغم من ثروة الغاز الهائلة التي تتمتع بها قطر إلا أن تنوع الاقتصاد في سنغافورا توجيه موارده للداخل اثمر عن هذا الفارق.
أيضا في الوقت الذي لا يجد المواطن القطري مناطق للجذب السياحي المحلي وتدهور في البنية الاساسية بعيدا عن الشوارع الرئيسية، تعتبر صناعة السياحة في سنغافورة من الصناعات المزدهرة أيضًا، حيث تجذب سنعافورا أكثر من 10 مليون زائر سنويًا، وتمتلك حديقة كبرى للحيوان، ويوجد بها رحلات «سفاري» ليلية، ومحمية طبيعية. مؤخرًا تم افتتاح اثنين من أغلى الفنادق المتكاملة في العالم، وهما «مارينا باي ساندز Marina Bay Sands» «منتجعات ورلد سنتوسا Resorts World Sentosaكذلك أصبحت صناعة السياحة الطبية وسياحة الطهي في البلاد من الصناعات الرائدة؛ وذلك بفضل تراثها الثقافي، وتقدم التكنولوجيا الطبية بها.
مواقع النشر (المفضلة)