شهدت السوق السعودية ارتفاعات مجزية خلال الأسبوع الحالي مقتربة بشكل كبير من مستويات 12000 نقطة، ومن قمة كانون الثاني (يناير) 11962 نقطة لعام 2008، وهي منطقة يمكن القول: إنها منطقة مقاومة شهرية قوية شهدت السوق وقتها هبوطا حادا وفقدت ثلثي قيمتها، ولا يعني وصول السوق إلى هذه المنطقة حاليا أنها ستعيد تكرار السيناريو نفسه الذي حدث وقتها؛ فالظروف مختلفة تماما، ولا يمكن مقارنتها؛ لا من قريب ولا من بعيد، وإنما القصد أن تجاوز هذه المنطقة يعني للسوق كثيرا، فهي إشارة إيجابية تتبع ما سبقها من إشارات كثيرة، حيث إن السوق الآن أكثر متانة وقوة وتنوعا، وتختلف تماما عما كانت عليه قبل 15 عاما، وهي إشارات ومعطيات لا تقل قوة عن متانة هذه المنطقة وقوتها؛ بل تزيد عليها، وهو ما يعني أن تجاوز هذه المنطقة مسألة وقت فقط، وإن حدث أي تراجعات، فهي ستكون بمنزلة محطة استرخاء واستراحة لن تطول قبل العودة وتجاوزها بسهولة نحو مستهدفات أبعد - بإذن الله تعالى.ومما يعزز من متانة السوق حاليا أن عدد الشركات ارتفع للضعفين، حيث شهدت دخول شركات كبيرة، مثل مصرف الإنماء، والأهلي، وأرامكو، وغيرها، وتنوعت القطاعات، كما شهدت قفزات كبيرة في القيمة السوقية، والسماح بدخول المستثمرين الأجانب، وانضمت السوق إلى مؤشرات الأسواق الناشئة، وذلك منذ انهيار عام 2008 الذي كان سببه أزمة الرهن العقاري التي عصفت بالعالم أجمع وشملت جميع الأسواق، فلم تبق ولم تذر، وتأثير ذلك سلبا في السوق السعودية آنذاك كان أسهل بفارق كبير عما هي عليه الآن.كما أن الجهود التي تبذلها هيئة السوق المالية وحرصها على رفع متانة السوق من خلال ضم واستقطاب شركات كبيرة عبر الاكتتاب ومشاركة الأفراد والصناديق تعزز من قيمة السوق وتنوع الفرص الاستثمارية فيها؛ فضلا عن جهود الهيئة في رفع مستوى الحوكمة والشفافية وإتاحة قنوات كثيرة لمشاركة الأفراد ومساهمتهم في تقويم السوق، ولم تكن إتاحة التصويت الإلكتروني لهم في الجمعيات العمومية، الذي أحدث نقلة نوعية كبيرة، آخر تلك الجهود المشكورة.لذلك من الخطأ بمكان الاستدلال بما حدث للسوق عند وصولها إلى منطقة 12000 نقطة في ذلك الوقت، بما قد يحدث لها الآن، فالظروف والمعطيات تغيرت بنسبة 360 درجة، فنحن نتفق أنها منطقة مقاومة قوية على الفاصل الشهري، لكننا نرى أن اختراقها وتحقيق مستهدفات أكبر سيكونان مسألة وقت لا غير، وأي تراجعات حولها أو أعلى منها ستكون طبيعية، بل مطلوبة لاستمرار الزخم الصعودي.لذلك وفي كل وقت نركز على مناطق الدعم التي تعد جزءا مهما وأحد الأركان التي يجب أن يهتم بها كل مستثمر؛ إما حفاظا على أرباحه وإما وقفا لخسارة صفقة ما، لذلك ستكون أولى مناطق الدعم هي 11400 نقطة، تليها منطقة 11000، ويعد تراجع السيولة مع أي تراجعات قد تحدث، أمرا مهما تحدثنا عن أهميته في مقالات سابقة.من جهة أخرى، لا يزال مؤشر الدولار يصارع تحت منطقة 95 دولارا، حيث إن تجاوزه لها قد يكون إشارة قوية لبدء عمليات جني أرباح واسعة النطاق، ستشمل كل الأسواق. ما سبق وجهة نظر قابلة للخطأ، والله وحده أعلم بالصواب.
مواقع النشر (المفضلة)