.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط سابق :
بيان الأغاليط (5) نجد الفتن والزلازل حيث يطلع قرنا الشيطان !
​بيان الأغاليط (5) نجد الفتن والزلازل حيث يطلع قرن الشيطان ! (madarib.com)
.
قال تعالى : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
قال بعض الجهلة أن المسجد المقصود ليس في فلسطين وإنما في الجعرانة .
ونرد على هذا بما يلي :
يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه :
لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الحِجْرِ، فَجَلاَ اللَّهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ
والمسلمون في ذلك الوقت كانوا في حالة ضعف، فمن ذا الذي سيجرؤ على بناء مسجد في هذا المكان ( جعرانة ) إلا خفية، إذ لو علم المشركون عنه سيهدمونه، ولكان النبي عليه الصلاة والسلام أولى بأن يعلمه قبلهم .
فسؤالهم وتكذيبهم هذا يدل على أنهم يعلمون أوصاف المسجد، بينما النبي عليه الصلاة والسلام لا يعرفها، ولو كان مبنيًا قبل البعثة وقريبًا من مكة لما سألوه، لأنه لا يُستبعد أنه رآه في حياته قبل البعثة وبعدها عدة مرات .
ثم أنه لا يوجد ما يدعو للعجب في أن يذهب من مكة إلى جعرانة في ليلة واحدة ثم يعود !
وهنا حديث آخر متفق عليه :
وَلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا .
ويوضحه الحديث الذي عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يخبر :
" إِنَّمَا يُسَافَرُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ "
ولم يُرو عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا أنه شد الرحال إلى مسجد في جعرانة أو حث ورغب الناس فيه !
وفي حديث الإسراء في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام :
أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ»، قَالَ: «فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ»، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ، قَالَ " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .
أما كلام الواقدي فواضح جدًا ولا يلتبس إلا على غبي ، فهو يتكلم عن مسجدين في نفس هذه البقعة ( الجعرانة ) سُمي أحدهما الأقصى وكان بالعدوة القصوى والآخر الأدنى ، ولم يُبن إلا بعد أن أصبح للمسلمين قوة .
تم بحمد الله
<
مواقع النشر (المفضلة)