أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أكمل الناس في الهجرة، والجهاد، والإِيمان والإِسلام فقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب .)
رواه احمد في المسند
راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة
إنها صفات الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل وغض البصر وحفظ ورعاية الحرمات من صفات المؤمن والعبد عن هوى الشيطان للإنسان ومحاربة الشيطان واجب على كل مسلم إن كيد الشيطان كان ضعيفا ومن هنا نتعرف على كيفية جهاد النفس ومسالمة الناس من اللسان واليد
إنك إذا آمنت بالله حق الإيمان، فإنك لا بد أن تتعرض للأذى، ولا بد أن تتعرض لشتى الفتن، حتى من نفسك فهي تأمرك بالسوء، ومن الذي يستطيع أن يدافع نفسه عن الشهوات؟ ليس كل أحد! إن كنت صاحب مال يأتيك الشيطان ويدعوك وتنفق في التبذير والإسراف وفي أي شيء ليس له قيمة، ولكن إذا أردت أن تخرج الزكاة، تجد النفس تنفر من ذلك، وتحاول أن تخلق الأعذار والأسباب لكيلا تؤدي هذه الزكاة، كأن يقول: إن لي أرحاماً مساكين وهم أولى، إلى غير ذلك من المغالطات
فالشيطان دائماً يزين شهوة النفس ومثلاً لو كان راتبك خمسة عشر ألف، فإذا أردت أن تنفق من أجل شهوة تحبها النفس، فإن الشيطان يزين لك ذلك ويحسنه، وإذا كان من أجل الله فالنفس وكذلك الشيطان يكرِّه لك ذلك، ويحاول أن يصرفك عنه، مثلاً: النظر إلى الحرام – والعياذ بالله – لا يجوز، ولكن الشيطان يزين لك هذه الفاحشة
فبعض الإخوان يقول: أنا إنسان ملتزم، ولكنني أشكو ضعفاً في إيماني ، فنقول لهذا: يا أخي! كلنا كذلك،
لست أنت وحدك فقط تشكو ضعف الإيمان! فيجب أن نرجع إلى الله، وأن نقوي إيماننا، والمهم أن تحرص في حياتك أن تكون قريباً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بحيث لا يفقدك حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك
وإذا أذنبت أو عصيت فارجع إلى الله واستغفره وتب
قال سبحانه:
{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}.. [غافر : 3]
وقال أيضاً: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. [الزمر : 53]
بل ربما يكون حالك بعد التوبة والإقلاع خيراً، وأفضل من حالك قبلها، كما قال بعض الحكماء: ‘رب معصية أورثت ذلاً وانكساراً،
الطاعة الإيمانية والعزة
داوود -عليه السلام- لما استغفر ربه وخر راكعاً وأناب، وهكذا ينبغي أن يكون حالك بعد التوبة أفضل؛ لأن الله تبارك وتعالى يريد أن نعبده بحال الاستقامة، ومنا الاستقامة، ويريد أن نتوب اليه، ولهذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((كل بني آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابون )
مشكلة هذه الأمة هو الإصرار على المعاصي والمجاهرة بها لأنه أدرك انه لم يعاقب فمن امن العقاب أساء الأدب حتى مع الله والعياذ بالله ، فإذا أذنبت في جوف الليل فاستر نفسك واستغفر الله عز وجل، ولكن المصيبة أننا نجد العكس، فنجد البعض يفتخر بالذنب، أمثال الفنانين عندما تجرى لهم المقابلات في التلفاز وغيره فيقول: تعلمت الفن من فلان، وتخرجت على يديه، وكم صوت عندك؟ وكم لحن..؟
مجاهرة وإصرار على المعصية، والمقصود أن نتواصى بالدعاء فيما بيننا ونتواصى بتقوى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في السر والعلن، ويحرص كل منا دائماً أن ينظر إلى موقعه من الله: أين أنا من طاعة الله؟ وأين أنا من دينه؟ وأين أنا من قربي إليه؟ فإن كنت قريباً فلا ضير عليك، وإن كنت بعيداً فبادر بالأعمال، والتوبة، والأعمال الخيرة التي تقربك من الله تبارك وتعالى وجاهد الشيطان قدر الاستطاعة فجهاد الشيطان على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشهوات.
قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [6]} [فاطر: 6].
مواقع النشر (المفضلة)