شهدت سوق الأسهم العالمية ارتفاعاً كبيراً بين عامي 2010 و2020، لكن في مارس 2020 تراجعت بشكل مفاجئ وكبير، مما يطرح تساؤلاً حول التوقيت المناسب للاستثمار حسب ظروف السوق.
وهل من المفترض أن يشتري الأشخاص أسهماً أو يؤسسوا مشروعاً جديداً عندما تسير الأمور على ما يرام، ويكون الجميع متفائلين، أم عندما تكون الأمور سيئة، ويكون الجميع متشائمين، ويجيب "هوارد ماركس" عن هذا السؤال في كتابه "إتقان دورة السوق" الصادر عام 2018، والذي يساعد المستثمرين على فهم الوقت الأمثل للاستثمار.
لماذا من المهم قراءة "إتقان دورة السوق"؟
- يشير مصطلح دورات السوق والمعروفة أيضاً باسم دورات سوق الأسهم إلى الاتجاهات أو الأنماط التي تظهر في الأسواق أو بيئات العمل المختلفة.
- فخلال الدورة يتفوق أداء بعض الأصول والأوراق المالية على غيرها، لأن نماذج أعمالها تتماشى مع ظروف نمو السوق.
- يشير "ماركس" في "إتقان دورة السوق" إلى أنه من الممكن أن تتغير الاحتمالات بتغير ردود فعل المستثمرين خلال حدوث الدورة.
- فإذا لم يفعل المستثمر أي شيء تجاه تغير الأحداث من حوله، فحينئذ يكون موقفه سلبياً، ويفوت فرصة قلب الاحتمالات إلى صالحه.
- يعتمد الاستثمار على التخطيط بشكل جيد للمستقبل المالي، بحيث يختار المستثمر المحافظ المالية التي سوف تستفيد من بعض الأحداث التي ستقع في المستقبل.
- ومن ثم فإن المستثمرين المتميزين هم من يجيدون اختيار الأسهم التي تستحق الشراء.
- رغم كونهم لا يعرفون ما سيحدث في المستقبل مثلهم مثل باقي الأشخاص، إلا أن المستثمرين المتميزين لديهم فهم أفضل للاتجاهات المستقبلية.
دور الحكومات والبنوك المركزية خلال دورة السوق
- يتناول "ماركس" في كتابه دور الحكومات خلال فترة دورة السوق، والتي يكون عليها مسؤوليات عديدة، من بينها تحفيز الاقتصاد عند الضرورة، حتى وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.
- كما تهتم الحكومات أيضاً بتنظيم دورة السوق، بحيث لا تكون سريعة أو بطيئة للغاية.
- من بين الأدوات التي تستخدمها الحكومات لإدارة دورات السوق الضرائب والإنفاق.
- فعندما تريد الحكومات تحفيز اقتصاد بلدانها، يمكنها خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، وتوزيع شيكات التحفيز، مما يوفر المزيد من الأموال للإنفاق والاستثمار.
- على الجانب الآخر عندما يحدث نمو بسرعة كبيرة، يمكن للحكومات زيادة الضرائب، وخفض الإنفاق، وتقليل الطلب.
- في ظل التقلبات الاقتصادية يمكن أن يحدث تضخم، ومن الممكن أن تتعامل البنوك المركزية مع هذه المشكلة من خلال تقليل المعروض النقدي، عن طريق زيادة أسعار الفائدة، وبيع الأوراق المالية.
- أما في حالة الحاجة إلى تحفيز الاقتصاد، فإن البنوك المركزية تلجأ إلى استراتيجية التيسير الكمي، والتي بموجبها يشتري البنك المركزي السندات الحكومية، في محاولة لزيادة السيولة في النظام المالي.
- تؤدي هذه الاستراتيجية إلى رفع أسعار الأصول، ومن بعدها يتم تشجيع الأشخاص على شراء الأسهم.
دورة الائتمان والعقارات
- يستخدم ماركس مصطلح النافذة لوصف "الدورة الائتمانية"، ففي بعض الأحيان تكون النافذة مفتوحة وفي أحيان أخرى تكون مغلقة.
- مثلما هو الحال عندما يذهب الأشخاص لاقتراض الأموال، فعندما تكون "نافذة الائتمان" مفتوحة، يسهل الحصول على تمويل، لكن عندما تكون "نافذة الائتمان" مغلقة يصعب الاقتراض.
- تؤثر التغييرات في توافر رأس المال بشكل كبير على الشركات والأسواق، ورغم أن دورة الائتمان غير معروفة بالنسبة لرجل الشارع العادي، إلا أنها من أهم دورات السوق وأكثرها تأثيراً وفقاً لكتاب "إتقان دورة السوق".
- هناك أيضاً ما يسمى بدورة العقارات، وتشمل أربع مراحل وهي الانتعاش، والتوسع، وزيادة المعروض، والركود، ويمكن أن يستخدم المتخصصون دورة العقارات للتنبؤ بالوقت المناسب للبيع أو الشراء.
- بغض النظر عن نوع دورة السوق، فمن المهم أن يعرف المستثمرون كيفية تجنب الخسائر، وفي الوقت نفسه عدم تفويت الفرص، وتحقيق أقصى استفادة من الدورة.
- ومن المهم أن يعرفوا أيضاً متى عليهم الشراء، ومتى عليهم البيع، وهو السؤال الذي يجيب عنه ماركس بالتفصيل في كتابه "إتقان دورة السوق".المصدر: What You Will Learn
مواقع النشر (المفضلة)